bc

(الجزء الخامس) سوء توقيت

book_age16+
21
FOLLOW
1K
READ
dominant
king
bxg
mystery
scary
magical world
soul-swap
spiritual
like
intro-logo
Blurb

جعلتموني أهبط لبشاعتكم, أتنازل لمُثلكم بعدما أبصرتُ أطماعكم فمن أنا لأستعلى, لأشاركم السخط لنتواصل بالنبذ. لتموتوا جميعاً, أليس كذلك حبيبي؟!

= لازال هناك أمل شاركيني السماء لأطير بكِ للأفق .

- الأرض أمان عن السماء .

= أتركِ الأرض لخطائيها وأسكنِ السماء ملاكاً ملاكي.

- تباً لماذا دائماً تكون محقاً .. لنسكن السماء وننبذ البشر ولكن ماذا عن من عذبونا ؟!

= لينال منهم شرهم .

- ماذا عن إنتقامنا ؟!

= لسنا في حاجة إليه بحوذتنا حبنا .

- ماذا ..

= ماذا عن بعض الصمت لنستمع لهويد الليل و هزج الفراشات .

chap-preview
Free preview
الفصل التاسع و الثلاثين
ماضي لابد من ذكره . جلال عبد المقصود      كما تبدلت حياتي لكابوس لا إفاقة منه بيوم, عادت حياتي للأحلام المنيرة بيوم. عادت عروس كما تمنيتُ أن أراها, عروس تسكن طيات ملابسي, ولا تفارقني أبداً, عروس لا تتحرك من موضعها قبل سؤالي فهي لا تعرف أحداً بالعالم سواي, و الشكر لله ثم حماتي الغالية رحمها الله, و التي أعادت إبنتي لكنفي من جديد. الأب هو الراعي الأول كما رأت شويكار هانم,  و إن عاشت لإبنتها أباً و أم, كنتُ أول ترحيب لإبنتي بعالمها الجديد, لم يكون جديد إلي هذا الحد الذي تمنيته, فهي تذكر الترقب الذي كانت تتسم به ولا زالت, لا تخطوا خطوة على أي أرض إلا و تفحصتها بتأني, اليقين يسكنها بأن تلك الأرض ليست لها, و قد كان لها حياةٌ أخرى بعيداً عن أرض الحرية, لا تبتاع كذبنا الملفق من شأن سقطة أودت بها للبداية.  هذا ما سهونا عنه؛ ذكائها الذي لم ينقص فالسقطة على سلم قصر جدها تؤدي للموت مباشرة, لأنه بإرتفاع ثلاثة طوابق بدرج من الرخام الإيطالي قد يحطم كل عظمة بجسدك . الجد كان له دوراً محورياً؛ فهو طبيب قبل أي شيء و إستطاع إقناعها بأن ما حدث حدث فحسب, و عناية الله هي من أنقذتها بلا خسائر تذكر.     تنظر للمرآة كثيراً بالأونة, و كأنها تبحث عن شيء ذهب عنها بخلاف ذكرياتها,  و عندما لا تجد ذلك الشيء, تعود للنظر إلي و لأمها و لكن بإمعان, سريعاً ما تمنعه عنها أمها, لما تقاطع نظراتها, و تقفز عن موضع جلوسها و تسارع للصغيرة قائلة : -           تيجي نخرج نعمل شوبينج .. جدو عملك ميزانية مفتوحة ؟ -           تحسين ؟ -           أيوه جدو أسمه تحسين. -           ليه تحسين مش حسين إيه الاسم الغريب ده ؟! أضحك بشدة, فذلك نفس تساؤلي و لكن لنفسي. تحدجني زوجتي لأوقف الضحك و أهم بمساعدتها عن طريق إلهاء هنا عن التفكير و البحث, فالأطباء يرجحون أنها تفتقد جليسيها و أي فراغ في حياتها يدفعها للبحث عن ما فقدته رغم يقيني أن الفتاة الأخرى لن تعود لهنا أبداً لأنها أذكى من أن تكون أسيرة لهنا من جدي,د أما العاشق هو من يخيفني. نهضت عن الأريكة و أنضمتُ لفرقة الإلهاء لما سألت هنا للتشتيت : -           مين اللي جرح التاني يا هنا من إخواتك ؟ -           القصير عوَّر الطويل في كتفه . تسارعها فدوى للتحذير :  -           ما تقوليش عليه قصير بيزعل زي بابا . أسارع بدوري و لكن للغضب فلست قصير, و كذلك حسام, بل هي و إبنتها من يملكا قامة غير منقطية لنساء و أقول : -           وانا كنت قصير يا بنت الـ... الإتربي .. ما علينا غيري هدومك يا نوننا عشان نخرج. إمتثالاً لمطلبي تخرج هنا من غرفتي فقد عدت و زوجتي من جديد زوجين يسكنا غرفتين منفصلتين, فقصر أبيها شاسع,  و كذلك أبيها على دراية بمشاكلنا الزوجية المتعددة ولا يسعي للتقويم لمجرد أنه يرى أن جميع النساء مخبولات ولابد أن إبنته تملك نفس الخبل, و الحل الأوحد الذي وجده لي كان التجاهل إلي أن يذهب عن إبنته عدوى الخبل الموسمية. -           إبقي إحترم نفسك على الاقل ادامها المفروض إننا عائلة مثالية . بالطبع لم تكن فدوى لتذهب الفرصة سداءً من شأن توبيخي, ما إن خرجت الإبنة من الغرفة إلا و بدئت فدوى في النحيب فأجبتها : -           عائلة مثالية و كل واحد نايم في أوضة !! -           هنا لسه صغيره وما تفهمش في الامور دي . أعصابي كانت متوترة كفاية إثر الأحداث الأخيرة و المتعددة؛ العملية الجراحية لهنا, وسيفين أثريين لا يقدرا بثمن خربهما أحمقين, و نهايةً زوجة ناشذ,  و لذلك إنسحبت عن معاركها المزدهرة و توجهت لأبيها, كأخر ملاذ لي للشكوى من جديد, علّه يجد مدخلاً بدرج مكتبه و يناوله لي قائلاً : -           أحدث طراز أنا نفسي بستخدمه . فليستخدمه فقد تجازو الستون منذ ستون, و بدد سنواته الذهبية بالعربدة  ثم انتهى به المطاف زوج لعارضة أزياء تصغر إبنته بالعديد من السنوات وعلاوة على ذلك؛ سافلة تترنح من أثر الثمالة شبه عارية بكل أنحاء القصر, مدمنة كحوليات و بمرة دعت إبنتي للمشروب و حينها نهرتها بقسوة لا أملكها لنساء, خاصة إن لم يكُّن لي, إنما حماي العزيز لم يوبخني حينها أو وجه لي أي نقد, فقط راقبني بصمت و صبر كما أجبت عرضه الآن قائلاً :  - شكراً يا دكتور مشكلتنا مش في الأمور دي .. مشكلتنا في العوامل اللي حوالينا وكنت طمعان حضرتك تعقلها على الأقل عشان خاطر هنا ماتلاحظش.  قال بحبوره المعتاد : - ست سعيدة معادلة بسيطة تتكون من الفلوس .. الكلام الحلو  وفي الاخر خالص ...  وناولني القرص كباقي المعادلة للحصول على إمرأة سعيدة. أستغرب تفتحه بدايةً و أخشاه نهايةً؛ أخشى أن يأتيني زوج إبنتي بالشكوى فلا أجد إلا بعض الهراء لأتملص من مسئوليتي و لكني المخطأ من هو لأشكو إليه زوجتي لا يعرفها, و لا تعرفه ولا تنوي معرفته من جديد وحاجتها إليه كما حاجتها لكل شخص من حولها الآن؛ من أجل هنا فحسب.  لا أستنكر تعاليم حماي و أتقبل منه القرص بهدوء, أدسه بجيبي قميصي وليس بحلقي لأني مريض تصلب شريانين و قرص كذاك نهايتي, و هو يعلم كذلك و أعطاني القرص رغم ذلك , يبدوا أن سعادة إبنته تأتي في المقام الأول. الإتربي يريد إرضاء ابنته بكافة السبل ولا تستجيب كعادتها الباردة, أرسل لها سيارة جديدة تنتظرها بالقاهرة, منح الولدين مبلغ مادي كبير, على سبيل منحة تعليمية كما أسماها حتى يجنبني الحرج و لئلا أخجل من كرمه معي و مع أولادي و أرفض المنحة من الأصل فغرض الأتربي التقرب من ولداي ليتقربا من حفيدته, و بالمناسبة لم أسلم المنحة للأخرقين وسوف تظل المنحة بالبنك لحين بلوغهما الذي تأخر لأمد. الإتربي يهادي ابنته و هنا بالحلي المترفة, و قد قر مؤخراً خط وصية تضع كل ما يملكه يئول لهنا بعد موته وذلك أثار جنون فدوى عن ذي قبل؛ لم تعي مقصده الحقيقي من تلك الوصية فقد سحبتني من جمعة أبيها و محاميه و مدير أعماله و هنا, فور إنتهائنا من توقيع الوصية و حتى غرفتي ثم صاحت : -           شفت قولتلك بيكرهني. تملكني التعجب و قلت بغرابة : -           بيكرهك ازاي ده كتب كل ثروته بإسم بنتك ؟! -           بإسم هنا مش إسمي . -           وانتي و هنا إيه مش واحد ؟! هنا وريثتك الوحيدة و هو حب يوفر عليكي اللفة . صاحت بي بعصبية شديدة : -           بقولك بيكرهني.. مش بيثق فيا .. شايفني فاشلة مقدرش أدير فلوسه.. و البنت الصغيره هي اللي تعرف .. انت السبب انت اللي خلتي فاشلة في عنيه لما منعتني أشتغل . -           يعني انتي كنتي شغاله في الامم المتحدة ؟! تتقد عيونها شرزاً لكلماتي التي لم أختارها بعناية, و أظن كل الظن إنها تنوي قتلي الآن و دفني بحديقة قصر أبيها بلا أي شبة جنائية و حينها أعيد القول : -           أقصد يا حبيبتي إنك قدرتي تعملي اللي ابوكي نفسه ما قدرش يعمله .. عملتي عيلة .. هنا كان زمانها في مستشفي المجانين .. جوز البقر الكبار كانوا هيبقوا في السجن أكيد لولا رعايتك .. حتي بوسي الله يرحمها غيرتي حياتها .. ابوكي بقه الناجح زي ما بتقولي عمل إيه في دنيته ؟ شوية فلوس  ؟ لكن خسرك انتي و للإبد. هدأت قليلاً ثم قالت توبخني رغم صدق كلماتي : -           ده اللي انت فالح فيه .. الكلام  . علمتني الحياة مع فدوى أن لا أبرر مطولاً أستقبل فحسب و من ثم أضمها لصدري و أربت على رأسها حتى تهدأ قليلاً و تعاود شجارها معي من جديد بحدة أكبر و عدائية أكثر, و إلى أن تتأكد أن لا شيء بالوجود قد يصدر منها,  و يبعدني عنها أبداً, لأن أكثر شيء تكره فدوى بالإنسان التخلي كما تخلي عنها أبيها؛ لذا أنا الباقي و إن ذهب الجميع أو أذهبتهم ببرودتها وأحكامها الجائرة.  أظل معها بالغرفة بلا غداء أو عشاء أو سؤال عن هنا لأنها مع جدها تتفقد أعماله المترامية بولاية ميامي و سوف يعودا ليلاً, تلك كانت فحوى الرسالة التي وافتني من الجد بعدما أرسلت له رسالة نصية أسأل فيها عن أحوال إبنتي لنهاراً طويل مرر بلا صراخها وضحكاتها بالحديقة . الرسائل كانت في الخفاء فقد صنفتني فدوى من مناصرين هنا, الإبنة شاغلي و همي و هي المربية سليطة اللسان فحسب ثم خلدت للنوم إنما بعدما تملكني داء الشقيقة من تذمرها من كل شيء. حلم, لم يكن حلم لأنه مشهد مضى عليه سنوات عدة توازي عمر هنا, أوكرانيا العام 1991 بمنتصف حرب الخليج الأولى, طلبت أوكرانيا طيارين من شتى الجنسيات للبحث و التقصي بأطرافها عن بقايا إشعاعية نووية إثر إنفجار المفاعل النووي الروسي تشرنوبيل . مهمة خطرة للغاية و لكن قبلت بها من أجل هنا, كنت أقبل بكل مهمة عللني أجد دوائها التكميلي لتخرج من حضانتها الطبيبة ثلاثة أشهر مضوا بلا أمل يذكر .  جالس بين رجالي و طاقمي يتبادلون النوادر والنكات ليخففوا عني كارثتي و عندما لم يفلحوا, طمئنوني على حال إبنتي عنوة, لأنهم يظنون أن النساء فرصهن بالنجاة تفوق الرجال, هذا يعرض علي خطبها لإبنه و ذاك لإبنه بإعتبار ما سوف يكون؛ عندما يتزوج و يرزق بأطفال و الثالث لنفسه.  يأتيني بين رجالي و يجلس بجانبي و يقول : -           انا اللي رايح إجوزها .. راح أخدلها قصر بعيد عن باقي الحريمات . فهد بالطبع كان المتحدث المتطفل على مجلسي مع طاقمي, إنتفضوا وافقين منتبهين معظمين مفخمين لحضوره الكريم بيننا, فقد كان حينها المصنف الأول على مستوى العالم في الطيران الحربي, وعلاوة على ذلك مدرس للطيران الحربي و يدرس للأسراب الإستطلاعية فحسب,  و تلك المهمات ينضم لها للترفيه على حد قوله أو ليراني كما صرح بعد ذلك . يربت على كتفي مرحباً في اشتياق, يسحب سيجارتي المنتهية من بين أصابعي و يلقيها أرضاً ثم يخرج من بدلته للطيران علبة سجائره الأمريكية و يستل منها واحدة,  و يضعها على شفتاي ثم يشعلها لي و يقول : -           إيه رأيك يا جلال .. ما راح تلاقي حد في الدنيا يدلعها مثلي . لا أجيبه فوجوده أمامي حينها أربكني, لم أراه منذ رحلة تنزانيا الملعونة أما عن أخباره, كانت تلف الأرض لِما يصاحبها من إنجازات لا يقدر عليها رجل في ذلك الوقت القياسي القصير . -           هو حضرتك مجوز يا فندم ؟ سأله أحد أفراد طاقمي فأجابه : -           تلاته.. و هي راح تكون الرابعة ختامه مسك ختامه الهنا . قال الفتى يبشرني :  -           مش قولتلك يا جلال باشا .. بنت حضرتك مرزقة .. أهي في الحضّانة وجالها عريس خليجي . و ظللتُ على صمتي لا أجد ما أقوله. أريد سؤاله عن سيسكا؛ عن ولدي المزعوم؛ عن ما رأيته بتنزانيا ويسكتني الخوف, أخاف أن تكون الحقيقة مضنية بقدر الواقع الذي كنت أعايشه حينها. كنت رحالً بكل بلد لا أسكن لأرض لأني لا أجد أنس ولا ونيس, فدوى بالمشفى بجانب إبنتها لحراستها, فالأطباء ألحوا علينا بفصل أجهزة الإعاشة عن الصغيرة التي لا أمل بحياتها, ليتثنى لمن لهم الأمل سكن حضانتها الطبيبة, و لذلك فدوى قبعت بالمشفى, و مارست كل جنوح سكن رأسها لتظل إبنتها على قيد الحياة, مستعينة بجواز سفرها الأمريكي و نفوذ أبيها الذي إضطررت لإستخدامه لأول مرة,  أما زوجتي الأولى تركت منزلي لمنزل أبيها بعد عراك دار بيني وبين أمها فقد تحولت من حمى لينة لعجوز قميئة فور تزوجي من فدوى, و قد زاد الحد لما تثنى لفدوى الإنجاب و أمست إبنتها بلا قيمة لدي كما كانت تظن.     أصرف فهد جمعة رجالي من حولي و للعجب إمتثلوا, و أنا رئيسهم المباشر لم يلتفتوا لإذن مني, ألتمس لهم الأعذار؛ فهد ذا سطوة و هيبة, مجرد طيار ولكن مجتهد و صيته بلغ الأفق. رقب فهد إختفاء رجالي ثم تحول إلي و قال : -           ليه ماطلبتش مني المساعدة .. إحنا أصدقاء ؟ -           -           إتكلم يا جلال .. عندك أسئلة بعرف . -           سيسكا كانت بتعمل .. -           ما كانت هي . و للمرة الثانية تفاجئني صراحته و أقول : -           أومال مين .. إيه .. انا شفتها خارجة من عندك و بعدين بقت .. -           تعي معي  نروح غرفتي . و بقارة غير أمريكا له جناح خاص به بالقاعدة الحربية الأوكرانية و أنا و طاقمي بخلاف ثلاث طواقم أخريين نسكن عنبر واحد,  و بقبو رطب بارد سكنته جعلت عظامنا تأن من حملنا. يدعوني فهد لدخول غرفته بترحاب ,  و يجلسني إلي مائدة صغيرة ثم يتركني و يذهب لثلاجة صغيرة يخرج منها طبق كبير من الفاكهة و يقدمها إلي. الغريب  أن الفاكهة كانت شحيحة بذاك الوقت، فقد تأثرت التربة الزراعية و غيرها بالملوثات الإشعاعية بشكل كبير، مما أثر على الإنتاج، وعلى الأراضي الزراعية الموجودة حول المفاعل النووي، في دولة أوكرانيا و في دولة بيلاروسيا التي تلوثت بالكامل بالإشعاعات والتي تسقط مع الأمطار، و قد قامت الدولة بحرق الكثير من الأشجار و الغابات خوفاً من وصول الأمطار التي تحمل الإشعاعات إليها، وقامت الدول التي وصل إليها إشعاعات المفاعل النووي بالتحذير من تناول الخضروات التي تحمل الإشعاعات الملوثة، وقد عملوا على تجريف الطبقة الأولى من التربة حتى يتخلصون من الطبقة التي تحمل الملوثات, كيلا تنبت النباتات التي تحتوي على الإشعاعات الملوثة، و حذروا الناس من تناول الفواكه و الخضروات التي تحمل المواد الملوثة و المسببة للأمراض الخطيرة لجسم الإنسان و الآن فهد يعرض علي الفاكهة من جديد و يقول : -           كل يا جلال وجهك مصفر . -           إخلص يا فهد .. عايز ايه ؟ جلس إلي المائدة من أمامي و قال : -           إحكيلي كيفها بنتك .. بنت الطبيبة ؟ -           أيوه .. مولوده بربع رئة وعندها ميه على المخ .. انت اجوزت تلاته بصحيح ؟ -           راح طلقهم و أجوز هنا .. إسمها هنا صحيح ؟ -           عرفت منين ؟ -           من التحاليل اللي رايح توزعها على القيادات مشان يشوفلك دوا ليها . -           إسمها مش على التحاليل .. مين اللي قالك إسمها ؟ نظر إلي ملياً ثم قال :  -           دمام . -           دمام المدينة ؟ -           دمام الشيطان . ثم قصة لا يصدقها عقل,  و إن صدقتها يصعب على شخص مثل فهد أن يصرح لأي مخلوق بهذا السر الدفين العجيب؛ فقد عقد صفقة مع شيطان . أستحك جبهتي ملول و أقول بصبرٍ نفذ :  -           إنت سكران يا فهد ؟! -           أنا عملت صفقة, بعت روحي عشان أكون طيار . إبتسم مستخفاً بعقله الخرب ثم أقول بتهكم : -           بعت روحك عشان تبقى طيار .. تبقى خايب, أنا أبيع روحي و أخلص من الشغلانه السودة دي . يبتسم بخبثه المعتاد, و تضيق عيناه الضيقيتين بأي حال ثم يقول : -           وإنت إيش تكون يا إبن الأكابر .. اني كنت خدام و بتعبي و شقايا وروحي اللي حرقتها بإيدي صرت فهد الفجر . قام عن المائدة وذهب تجاه سريره ليخرج من كمود بجانبه ملف أزرق عاد به إلي وقال : -           تدفن معايا السر بنتك تعيش .. رفضت ترجع تدفنها. أتفحص الملف أجد تصريح غير مأرخ من جهة سيادية لا تقبل تشكيك تأمر كل المعامل الطبيبة البشرية بتكثيف جهودها للبحث عن أدوية تكميلية لإبنة الرفيق المخلص المقدم جلال عبد المقصود جزاء خدماته الجليلة لنفس الجهة السيادية. أعرف أي خدمة يبغون و رفضت تأديتها و هو يعرف و لكن أقول مبرراً : -           حتى لو دفنا السر سوا .. هيدفنونا معاه. -           ماتخافش أنا معك . -           لا يا شيخ .. ثم أصيح به .. إنت مجنون يا فهد شيطان إيه اللي عملت معاه صفقة .. ولما أنت جامد و بتاع شياطين ما تخرجنا من هنا بالشيطنة ولا خلي الشياطين يدفنوا النفايات الذرية و نقعد إحنا ناكل تفاح . ثم قلبت طبق الفاكهة بعصبية على المائدة فتساقط محتواه متصارعاً ككرات البلياردوا على المائدة ثم تهادى مكملاً دورته على الأرض ومن حول أرجلنا. تفاحة خضراء إنتهي صراعها بجانب حذاء فهد الذي قال : - فلوس كتير .. نفوذ راح تحتاجه في يوم من الايام وصدقني راح تحتاجه .. النبوئة بتقول هيك . - يا عم إتنيل .. انا ماشي . يستوقفني لما يمسك بذراعي مانعاً إياي من الخروج من غرفته و يقول : - إحنا إحداش وبيك إتناش وما يقدروا يدفنوا إتناش مرة واحدة خاصة مثلنا .. وبعدين النفايات كتيره مره و راح يحتاجونا تاني و تالت . **يتبع لم ينتهي الفصل **

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

Lazord

read
1K
bc

دواركا

read
1K
bc

Dark Magic 2

read
1K
bc

ساحرة الظلام

read
2.4K
bc

البارمينوس|| BARMENOS

read
1K
bc

رفيقة الهجين The Hybrid's Mate

read
1.0K
bc

بئر الحيات

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook