bc

القرد والحياة

book_age16+
0
FOLLOW
1K
READ
Merlin x Arthur Pendragon
Bright x Win
like
intro-logo
Blurb

القرد والحياة عبارة عن خمس حكايات في رواية تبدأ ب تبنيت قردًا، فيتو، درب العهر، نزلني يا عم، وأخيراً جهلاء بشهادات وعلة الجفاء الاجتماعي.

تدور في إطار ساخر كوميدي واجتماعي ونفسي معالج.

chap-preview
Free preview
الفصل الأول (تبنيت قردًا)
الحكاية الأولى.. تبنيتُ قردًا.. # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # الإهداء إلى مَن لا حظ لهم في هذه الدنيا.. إلى السُكان الأصليين المقيمين في مدن الأشباه.. الكاتبة والرسامة #مها_المقداد # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # المدخل للأحداث... من هنا.. من داخل عالم الإباحة وكل ما تشتهِ الأنفس؛ حيث كل شيءٍ متوفرٍ.. نعم؛ لقد بلغ الترف ذروته لدى الأسد (شمشون)؛ فهو ملك الغابة استحقاقًا حيث جوهرًا وانتخابًا هو الأجدر. فمَن من الحيوانات قد أوتي من قوةٍ تؤهله أنْ يبلغ مكانته هذه!. يذهب ويجيئ مرارًا وتكرارًا في عرينه، ويتساءل عما إذا كان في طول العمر تميز، وكذلك عما إذا كان الموت راحة أم انتقام.. بدأت الأسئلة الوجودية الفلسفية تسيطر على رأسه؛ لتزيد من فتوره وشعوره الدائم بالملل. فماذا نفعل مع توابع أنْ تصل النفس إلى أنَّ كل ما تتمناه قد تحقق بالفعل؛ لتكتشف أنَّ ما يجعلنا نحيا حقًا ليس تحقيقنا لكل ما نتمناه، ولكن الحياة كلها تكمن في لذة السعي وراء ما نتمناه وتشتهيه أنفسنا وقلوبنا، تلك اللذة التي تجعلنا لا نفقد شغفنا في الحياة ورغبتنا في العيش؛ فمتى فقدت نفس تلك اللذة اقتربت من نهايتها. وعندما استشعر الأسد (شمشون) ببداية فقدانه لتلك اللذة التي شرعت في الضياع إثر تحقيقه كل شيء طمح إليه في حياته؛ فكر في أنْ يبحث عن ما يشغله عن ذلك الملل الذي أصاب حياته فجأة، وكانت تلك الفكرة قد وآتته بعد طلب النصيحة من مستشاره الثعلب (مكير). وقد أشار عليه مكير؛ بضرورة كسر الروتين الذي يحياه وإدخال جديد على حياته، والبحث عن كل ما يبهجه ويدفعه لتقبل عيشته من جديد. أصدر شمشون قرارًا بعمل حفل كبير، يكون مدعو فيه كل الحيوانات لا تمييز لنوع عن آخر. ولكل فصيلة من الحيوانات أحقية اختيار الموهوبين لديها لتقديم فقرة أمام حاضري الجمع الغفير، وسوف يجزل العطاء لصاحب العرض الأفضل. جال الخبر في أرجاء الغابة التي يحكمها شمشون والغابات المحيطة، وبدأت كافة فصائل الحيوانات تتأهب لتقديم أفضل ما لديها. جاء اليوم الموعود، وصعد على مسرح الغابة الكبير؛ الثعلب مكير يحيي الجميع ويثني على شمشون القائد والملك العظيم، وإذا به يعلن عن انطلاق الحفل.. تتوالى العروض وينظر شمشون ويترقب أنْ يأتِ العرض الذي يثير إعجابه واهتمامه؛ الملل يعتريه تارة والغضب من أغلب العروض السخيفة والتي تتحايل على الموهبة تارة أخرى. بينما يُحاول الثعلب مكير تهدئته بشتى السُبل حتى يُحافظ على المنظر العام لرأس وهيئة الحكم التي وعدت بحفل غاية في الرقي والمرح. تمالك شمشون أعصابه أخيرًا؛ ولكن بدأ ينصرف بتركيزه ويطأطئ رأسه إثر إصابته بالصداع الشديد، وكأنه فقد إيمانه بأنه من الممكن أن تظهر موهبة في هذا الحفل البائس تُغير له فكرته الأولى. صوتٌ عذبٌ وحركاتٌ رشيقة تأسر الأذن، وتجبر الأعين على التنبه ورفع الرأس لأعلى رغم إشاحة النظر قبل قليل، وكل ذلك اختفى لأجل التمعن في عرض مبهج وفني متكامل من الطراز الأول. بدأ الأسد شمشون في التنبه لذلك الصوت، وبدأ يحملق فيما يراه منبهرًا، ومتلفتًا عله يجد مَن يسأله عن ذلك القرد المثير للإعجاب. فإذا بالثعلب مكير يرد وكأنه يعلم مسبقًا عن ماهية ذلك القرد، ولكن لم يلتفت شمشون المنبهر للغاية للتركيز على تلك النقطة: "إنه القرد شملول يا مولاي!". مَن؟! شملول؛ إنه قرد ضيف على قرود غابتنا. قد أتى من غابة بعيدة لقضاء الأجازة الصيفية مع أقرانه. وهو من فصيلة قرود المكاك. في تلك الأونة؛ راح "شملول" سارحًا متذكرًا لموطنه –حيث أتى؛ وأخذ يردد في نفسه؛ قائلاً: "ربما قد واتتك الآن فرصة عمرك؛ نعم أنتَ يا شملول؛ ذلك القرد البائس الذي قد جاء من بلادٍ لا يشعر فيها المرء بأن أحدهم يتألم إلا لو سقط مغشيًا عليه, وقد يؤول به الأمر إلى الوفاة؛ فيُحيله بمنتهَ الهدوء وأحيانًا برود الأعصاب إلى أراضي النسيان؛ فيقولون: توفي فلان فارتاح من هم الدنيا وبلاويها, وكأنهم لا يدرون أن بعض البلاء من صنع المرء نفسه. من بلادٍ يفقد فيها المحب حبيبه لمجرد أن هناك ما يسمى بظروف الحياة, وكأنهم مازالوا في جهالة؛ لا يعرفون أن الحب تتقد نيران أشواقه بالفقدان. من بلادٍ تحول فيها الاحترام لقيمة مستحقة فقط لذوي النفوذ والسلطان . من بلادٍ يقتل فيها الإبداع، وعلى المبدع بالعقبات ننهال, ويكأنه عدو يجب علينا أن نغتاله في الحال قبل أن يقوى ويصبح قادرًا على الثوران . من بلادٍ نتوهم فيها بأننا بركان ثائر يمكنه الانفجار؛ فتأتي السياسة بوسائلها القذرة لتخمد تلك النيران، وتقول هيهات هيهات فالمواطن في تشريعنا بمثابة بصمة يسهل إزالتها وإخماد نيران أثارها؛ ولا اعتبار لأي كينونة، ولا حقوق للروح ضمنها. كتم "شملول" تألمه إثر تلك الذكرى، وعاد من جديد ليركز على هدفه الأول والأخير؛ وهو المُلك وتوديع حياة القردة واتباع نهج الحاوي. وقد استعان "شملول" بأعوانه الذين تربى معهم في حظيرة إحدى القرى والتي كان يبيت بها مع الحاوي الذي رباه في مراحل عمره الأولى وكان ذلك قبل أن يبلغ أشده؛ وهم "قبيلة المرياع". والمرياع هو قائد القطيع، ويكون إما تيسًا أو كبشًا. إنه خروف من الغنم يُعزل عن أمه يوم ولادته، ويسقى حليبها دون أن يكتحل برؤيتها ويوضع مع أنثى حمار غالبًا ليرضع منها؛ حتى يعتقد بأنها أمه وبعد أن يكبر يُخصى حتى لا يهتم بالإناث؛ عندما يبلغ من العمر أربعة شهور ولا يُجز صوفه للهيبة! ويستخدم المرياع عند الرعاة الذين يفوق عدد رؤوس قطيعهم 100 رأس، وهو ما اصطلح عليه اسم (شليه). وتنمو قرونه فيبدو ضخمًا ذا هيبة وتعلق حول عنقه الأجراس الطنانة والرنانة؛ فإذا سار المرياع سار القطيع وراءه مُعتقدًا أنه يسير خلف زعيمه البطل؛ لكن المرياع ذو الهيبة الزائفة لا يسير إذا سار الحمار ولا يتجاوزه أبدًا. (الأغنام خلف قائدها، وقائدها خلف الحمار) والحكمة من ذلك؛ هي ألا تغرك المظاهر والأجراس الطنانة والهيبة المغشوشة؛ فنحن في زمن المرايع، وكم مرياع لدينا الآن لا يتحرك إلا إذا تحرك الحمار الأكبر! شرعت خطة شملول في السير الموفق – أي نحو ما يرجوه؛ استدعاه الأسد الملول "شمشون" إلى عرينه.. أحسنت يا.. ما اسمك؟ خادمك "شملول" يا مولاي! نعم؛ نعم شملول!.. هكذا أخبروني. كان الله في عونك يا مولاي! فلك كل الحق أن تنسى أسماء أمثالي. نعم أنسى يا شملول؛ هكذا هي حياة مَن انصبت حياته على فعل الأشياء العظيمة، ينسى التوافه، وينسى أن يعيش سنه ولا يجد متعته في هذه الحياة أبدًا. عفوًا يا مولاي! ماذا قلت؟ لا شيء! لا شيء! يبدو أن مولاي يعاني الضيق بعد الشيء؛ هلا أروي لك قصة ممتعة للغاية بطلها أسد؟ هل تأذن لي يا مولاي؟! لا بأس! حسنًا يا مولاي! سأروي لك قصة شهيرة من التراث لا أعرف إذ كنت تعرفها أم لا! ما اسمها إذًا؟! الأسد والفأر والفكر. فهل سمعت بها من قبل؛ سموك؟ لا! إذًا فلنبدأ حكايتنا.. حيث الصباح الباكر تحديدًا حين استيقظ الأسد –ملك الغابة من نومه، وقد تبصر بمجرد أن فتح عينيه على أحد الفئران يتجول داخل عرينه. فسَرَّ بعض الشيء لهذا الرزق الذي هبط عليه فجأة وقد وفر عليه عناء الصيد؛ لاسيما لشعوره بحالة من الجوع الشديد وانفتاح الشهية فور استيقاظه. وقال حينما رأى الفأر؛ قولتك المعتادة يا مولاي: "لا بأس!". لا بأس أن نترضي بهذا الإفطار؛ الذي لا يُشبع شبل حتى. لنعتبره نوعًا ما مسكن للجوع ريثما أستعيد نشاطي وأستفيق للرمح والصيد في البرية. وبينما شرع الأسد في الهجوم على الفأر ومن ثم افتراسه؛ صرخ الفأر؛ قائلاً: مهلاً! مهلاً، أود قول شيء بسيط قبل أن تلتهمني وأتعشم في كرمك يا ملك الغابة. تفضل! ولكن في عجالة.. أيصح لأسدٍ مثلك أو بالأحرى لملك الغابة أن يلتهم فأر مثلي؛ هل نفذت الفرائس المكسوة باللحمة ذات الأجساد الضخمة من الغابة أم أنك لم تعد قادرًا على الصيد كسابق العهد؛ فماذا تركت للأشبال إذًا؟.. عارٌ عليك! أصمت! أتطاول عليّ أيها الفأر اللعين؟ لا أتطاول؛ ولكن هذا المأزق وذلك العار؛ أنت سببًا محوريًا بداخله، والأحرى أنك مَن أوقعت نفسك فيه. إذًا قد حانت اللحظة كي أفتك بك أيها الفأر اللعين وأُعرفك مَن أنا، وكذلك أخلص الغابة من لسانك الطويل هذا. أيها الأسد الوهن؛ إنني أتحداك. ماذا! أتحداك. ها ها ها ها.. تتحدى مَن؟! فكيف لفأرٍ مثلك أن يتحدى مخلوق بقوتي! لا تتباهَ كثيرًا أيها الأسد؛ فلدي صديق وحش كبير بإمكانه هزيمتك وكسر أنفك المتغطرس هذا وبمنتهَ البساطة. مَن هو؟ إنه الوحش العملاق والمهيب الذي يمكنه أن يفتك بأي وحش كاسر بكل سهولة. أين هو إذًا؛ هلا أتيت به كي أنال منه وأحبط مسعاك وعزيمتك! ليس الأمر بهذه السرعة؛ فالفكر يسكن في غابة بعيدة عن غابتنا هذه؛ عليك فقط أن تمهلني سبعة أيام كاملة كي أحضره لك؛ ونرى حينها مَن هو الأقوى والأجدر بملك الغابة! إذًا فلك ما طلبت أيها الفأر.. بدا الأسد متماسكًا أول الأمر، يزأر في عرينه محاولاً موارة خوفه متشجعًا بعزيمته التي لم تهلك بعد. ولكن سريعًا ما تبدل الحال بعد مرور ثلاثة أيام؛ حيث بدأ عقل الأسد يذهب به إلى كل الاحتمالات القريبة والبعيدة؛ فلم يعد لُبه يتفه ويقلل من قدر ذلك الوحش الذي يُدعى "الفكر" وبدا للأسد في مخيلته أن الفكر هذا ضخم للغاية ولديه مخالب تفوق قدرة مخالبه بمراحل، أو لربما يكون ذلك الوحش يتصف بالسرعة والمكر والدهاء والخديعة ما يكفي أن يحتال عليه ويفتك به من ظهره في لحظات سريعة. حالة الإعياء كانت هي الترجمة الوحيدة لحالة الأسد وتفكيره الدائم في ماهية ذلك الوحش الذي لا يعرف عنه شيء. الأسد يخشى على هيبته وملكه، يأكله التفكير شيئًا فشيئا؛ حتى كاد أن يؤدي به. وبالفعل لم تمضِ مدة الثلاثة أيام إلا وقد دخل الأسد في حالة من الإعياء الشديد. مرت السبع أيام؛ وبات الأسد طريحًا لفراشه لا يقوى على أبسط حركة أو جدل. قد شغله أمر ذلك الوحش المخيف –الفكر، صار هو أكثر ما يخشاه تلك الأونة. هلَّ الفأر وأخذ يسأل حراس العرين عن ملكهم، أكد جميعهم سوء الحالة الصحية للأسد؛ فطلب مقابلته. وما أن شرع في الدخول على الأسد؛ لاحقه الأسد في الحديث وبادر قائلاً: "أرأيت ما حدث لي أيها الفار؛ إنني مريضٌ للغاية ولا أقوى على الحركة. وما أن أهم بالنهوض تخر عزيمتي وأسقط حيث مرقدي مرة أخرى. ولكنني قد جئت إليك حسب الموعد.. والفكر يقف خارجًا في انتظار أن يواجهك! يرد الأسد متلعثمًا: ماذا؟! ألم تسمعني! الفكر يقف خارجًا ينتظرك. ولكن حالي كما ترى؛ أخرج! أخرج، وأخبره عن حالتي لعله يترأف بي ويرحل، أبلغه بأنني سأواجهه فور استعادتي عافيتي. - يغط الفأر في تفكير عميق أو بمعنى أدق يدعي أنَّ الحيرة قد انتباته، وردَّ على الأسد بعد تفكير عميق؛ قائلاً: حسنًا سأقوم بإقناعه؛ وليس ذلك فحسب سأجعله يرحل عنك ويلغي الفكرة إلى الأبد. يلغيها للأبد! نعم؛ سأجعله يتراجع عن مواجهتك ويلغي الفكرة نهائيًا. كيف ذلك؟! لي شرط. شرط! ما هو؟! تابعونا في الفصل الثاني (تبنيت قردًا) # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # #

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية ادم.. لـ زينب سمير

read
1K
bc

عشق صقر الصعيد

read
2.1K
bc

نور الصعيد

read
1K
bc

عشق تحدى الصعاب

read
1K
bc

( عشق العاصم )

read
1K
bc

رجل المهام الصعبة.. للكاتبة/ندى محسن ♕Noody♕

read
1K
bc

نورٌ على نور

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook