(تبنيتُ قردًا) 2

2669 Words
تكملة تبنيتُ قردًا. . # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # فلاش باك # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # حسنًا سأقوم بإقناعه؛ وليس ذلك فحسب سأجعله يرحل عنك ويلغي الفكرة إلى الأبد. يلغيها للأبد! نعم؛ سأجعله يتراجع عن مواجهتك ويلغي الفكرة نهائيًا. كيف ذلك؟! لي شرط. شرط! ما هو؟! أن أضع قدمي فوق رأسك وأضربك كفًا عليه أمام حراس العرين من الحيوانات. ماذا! أجننت!.. ألا تعرف مَن أكون أنا! أعرف وأعي تمامًا مَن أنت؛ يا ملك الغابة!. ولكن هذا شرطي وإما سأخرج للفكر كي أخبره أن لا مانع لديك من مجابهته في التو. عليك أن تضع عقلك في رأسك وتقرر أيها الأسد الضيف. - وافق الأسد على شرط الفأر؛ فلم يكن أمامه سبيل سوى القبول بذلك الشرط المهين.. - مرت عدة أيام على حدوث تلك الحادثة المفزعة، ظل الأسد خلالها داخل عرينه. وقد بات يستعيد عافيته، فقد زال عنه هم مواجهة وحش الفكر، وإذا به يقرر الخروج للتنزه في الغابة. - بدت الأمور على عكس ما كان يتوقع، بدأت حيوانات الغابة يتلمزون ويتغامزون على الأسد أثناء السير، وبعضهم لم يستطع كتمان ضحكه وسخريته من إذلال الفأر له. - لم يتحمل الأسد هذه المرة الصدمة؛ فقد سقط مغشيًا عليه، وبعد عدة أيام قضى نحبه. صاح "شمشون" بعد أن ختم "شملول" أقصوصته هذه وما آل إليه وضع ذاك الأسد الذي أذله الفأر: "يا له من أسدٍ غبي! كيف له أن يسمح لذلك الفأر الحقير بأن يحط من وضعه هكذا!". إنه مرض التفكير وغلبة الفكر يا مولاي؛ هما ما يرهقا الإنسان ويضعفاه كثيرًا ويستذلاه حتى وكان الأمر من قبيل الوهم.. وبينما كان "شمشون" مندمجًا مع حديث "شملول" كانت قبيلة المرياع قد فرضت سيطرتها على محيط عرين الأسد بعد أن قاموا بإلهاء حراسه، واستدراجهم إلى حيث الفخ الكبير الذي حفروه مُسبقًا. بعدما أعطى أحد المرايع إشارة لـ شملول بـ استتاب الأمر؛ فسرعان ما أقنع الملك "شمشون" بالتنزه خارج العرين.. ها قد واتتهم افرصة للإيقاع بالأسد الملول، وما أنْ صارت الأمور على خير ما يرام، ودنا "شملول" من أهدافه إذا بمكير يباغتهم وباقِ الحراس، ويخلصون الأسد وغابتهم من هلاك محتم؛ قائلاً: "مهما حدث لا يجوز لقرد أن يصير ملكًا!؛ فللملوك شيم؛ يجوز أن يحيدوا عنها بعض الوقت فنعذرهم".. وسرعان ما أمر مكير الحراس بالقبض على "شملول" وأعوانه من قبيلة المرياع؛ ولكن تمكن "شملول" من الهرب ونجا بنفسه غير عابئًا بما قد يحدث لأعوانه الحمقى من المرايع.. وإلى اللقاء في الجزء الثاني # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # الخاتمة # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # غط القرد المُهجن في أعماق تفكيره وسرح بعيدًا؛ ليتذكر ذلك المعمل الذي كان أول مكان تتفتح عيناه على جدرانه وأنابيبه الاختبارية.. حيث أجريت أول تجربة خلط حيوان ذكري ببويضة إحدى القردة.. حيث أن الدراسة التي تم نشرها في مجلة"Science Advances” قد تم فحص أكثر 100 متطوع من مختلف الفئات العمرية والثقافات والأصول في الولايات المتحدة، ووجد الباحثون تقاربًا بين البشر والقرد من فصيلة المكاك. وانحصرت طبيعة التجربة في الاسترجاع الذاتي؛ وهو عبارة عن عملية معرفية تحدث في الدماغ. على سبيل المثال، عند ترتيب الكلمات أو الجمل أو الرموز التي تعبر عن الأوامر أو المشاعر أو الأفكار المعقدة. وقد تم خلالها تدريب الأشخاص لأول مرة على مهمة إنشاء تسلسل الأشكال، وتم تقديم أربعة أقواس للمشاركين في مواقع عشوائية وكان عليهم لمسها بترتيب معين لتلقي ردود فعل. وأظهرت النتائج تقاربًا بين المتطوعين وبعض القردة. وقال الباحثون أن القردة على وجه الخصوص كان أداؤها أفضل بكثير في التجربة مما كان يتوقع. ويقول "سام شايت"، الذي شارك في الدراسة كطالب دكتوراه: "تشير بياناتنا إلى أن القرود ذات التدريب الكافي قادرة على رسم خريطة لعملية الاسترجاع الذاتي أيضًا، ما يجعل الأمر غير منوط بالبشر وحدهم كما كان يعتقد سابقًا". كما ظهر إثر إتمام التجربة؛ تعلم القرود للقواعد . حيث تم تصميم أحجام العينات للمواضيع البشرية لمطابقة كمية البيانات التي تم جمعها بين المجموعات بناءً على عدد تجارب المهام التي يمكن أن تكملها الموضوعات من كل مجموعة. استخدم المشاركون وكذلك القرود شاشة تعمل باللمس لترتيب الرموز. وحصل القرود على مكافأة طعام أو عصير للقيام بالتجارب الصحيحة. وكان هناك فاصل زمني 2 ثانية قبل بدء التجربة التالية بغض النظر عن الدقة، وتلقى الأشخاص ردود فعل إيجابية بغض النظر عن الاستجابة. وفقًا للباحثين فإن القرود أصبحت على علم بالأخطاء التي ارتكبتها في التجارب، ولم تكررها في التجارب التي تلتها وهو ما يظهر قدرة معينة لدى بعض أنواع القردة؛ مثل المكاك وأيضًا قرد البابون على تعلم القواعد الصحيحة في العمل. ومن هذا المنطلق قام أحد العلماء والباحثين بإجراء أول تجربة خلط حيوان ذكري ببويضة إحدى القردة التي تنتمي لفصيلة القردة من النوع المكاك؛ فنتج عنه "شملول" قرد قصتنا هذه؛ والذي يخيل له من وقتٍ إلى آخر أنه بإمكانه أن يصبح ملكًا للغابة أو يسود عالم البشر يومًا؛ ومن ثمَّ يصير ملك متوج على رأس كافة مخلوقات الأرض (إنسانًا وحيوانًا).. دائرة الألم تتسع يومًا بعد يوم؛ تلتهم ما بداخلنا من شغف. كما لو كانت ترغب في أن نزهد الحياة ونحن على قيدها شيئًا فشيئًا، إلى أن يؤول بنا الحال إلى فقدان رغبتنا في تذوق طعمها حقًا؛ ومن ثمَّ نصير أجساد ثقيلة تحركها أشباح البرود واللامبالاة. تصفعنا المواقف بيدها الغاشمة؛ حيث تعطي الدنيا الفرص في الغالب لمَن لا يستحقون، يعلو صدى الصوت على حس صاحبه، تطفو القشريات على السطح وتنتشر، تحلق البراغيث في الهواء عاليةً بينما تخطو الصقور التي لا تهاب التحليق على شواطئ الشقاء، وكلما حاولت التحليق كسابق عهدها تلحقها أغصان اللبلاب تحجم حركتها؛ مستهدفةً أجنحتها، مسقطةً إياها نحو الهاوية. نعم؛ كانت تلك سقطة مؤلمة بإصاباتٍ لا يكفي عمرًا أنْ يداويها؛ بينما تراقب باقِ الصقور ذلك المشهد في حالة من الذعر والهلع؛ فهي لا ترغب البتة أن تواجه نفس المصير، ومن ثمَّ تقرر متناسيةً طبيعتها متشككةً في قدرتها على الطيران؛ أنَّ الأفضل لها السير لا التحليق. وتكمل المواقف صفعاتها؛ حين يأخذ الأشباه وضعهم في المجتمعات المرموقة، وتتم مغالطة العلماء في المسلَّمات؛ فيختلط عند الأجيال المتعاقبة المفاهيم وعلى رأسهم "مفهوم الأصالة". وتضحي الثوابت محلًا للرأي، والحقائق وجهات نظر، والحقيقة مجرد رأي يعبث بها كل مارقٍ. وأيضًا حين تؤثر التفاهات ويصبح الجوهر الماسي نوعًا من التعقيد المنفر، الترهات هي الغالبة. تزحف تلك السخافات لتفقدنا الشعور بإنسانيتنا ومن ثمَّ تجعلنا نكفر بالاتحاد والتعاون (أساسًا تقدم المجتمعات ودافعًا التنافس نحو القمم). تُقلب الموازين ونعتاد التدني في كل شيء حتى في العاطفة؛ ولكن الأهم كما قال "محمود درويش": كيف لنا أنْ نلوم الريح وأحبابنا ورق. فكيف لنا أن نلوم الأزمان والأعراف ونحن تركنا نصاب الأمور وتقرير المصائر لمَن رحلت عنهم إنسانيتهم وأطلقوا عنان الوحشية؛ فأقروا دستورًا لا يختلف كثيرًا عن قانون الغابات!.. ويصبح من الطبيعي أن تأخذ القردة أكبر من حجمها ووضعها الطبيعي.. # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # انتظرونا في الحكاية القادمة بعنوان (ڤيتو) لمحة الحكاية الثانية.. ڤيتو "vito" رواية -كل ما هو مرفوض في الحب والعلاقات في مصر وبلاد العرب- # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # المقدمة # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # كما نعرف ونعي تمامًا؛ أنَّ الحب والقبول لا يعرفا من أين أنت، لا يعرفا شكلًا ولا لونًا ولا عرقًا، لا يعرفا سوى ذلك الإحساس، وذلك الشعور الذي يجتاح قلوب المحبين بدون موعد أو إشارة أو سابق إنذار. ولأنني أكره وأبغض الملل، وأكره التفكير بنفس الطريقة لحل مشكلة لازالت قائمة، ويُعاني منها أغلبنا، لن أتحدث عن الحب بالشكل الوردي أو الخيالي المعهود، والذي نسجنا أغلبه من وحي خيالنا، أو بمعنى أدق سنعود معًا لأرض الواقع؛ فمن الواضح أننا لم ندرك بمرور الزمن أنَّ حب الروايات، قد أصبح معظمه لا يمت لواقعنا بصلة، فلطالما عشنا فيه، وكم رسمنا لأنفسنا أحباء مثاليين شكلًا وموضوعًا، وكذلك نحب وندخل في علاقات لا نضج فيها، بحجة أننا نسعى لعلاقة تُرضِ الناس وتكفينا شر ألسنتهم. ويصبح تفكيرنا منصبًا على العثور على شريك الحياة المثالي، كما كنا نفكر في سن المراهقة، والذي لا ينفض رغم تقدمنا في العمر، فكم من وقت ضيعناه على أوهام، ولم يتجرأ أغلبنا على طرح سبب فشلنا الكبير في الحب هذه الأيام، ولم نبذل جهدًا لإصلاح علاقاتنا في الواقع المُعاش، فكل محب يرى أن اختياره كان تأقلمًا مع الواقع، وإنه قد رضي بنصف حب، وأنه قد تنازل وجاء على نفسه، وكبت طموحاته وأمانيه، فصرنا كأهل الكهف قد نمنا، وذهبنا في سُبات، في زمن الحب والفن الجميل، وفجأة استيقظنا في عصر السرعة، والحب سريع العطب . وقد اخترتُ البدء بالعنصرية والتنمر؛ فللعنصرية أثر كبير وبالغ في فشل أغلب علاقاتنا العاطفية، وتحطمها مهما طال عمرها؛ والدليل أنَّ أغلب الرجال يشترطوا الجمال الشكلي للوقوع في الحب؛ فيجعلون منه شرطًا أساسيًا وأوليًا؛ فبمجرد أن تتعرض زوجاتهم لحادثٍ أو مرضٍ ما، قد يُؤثر على جمالهن، يبحثون عن غيرهن بكل بساطة، وكذلك إذا تقدمن في العمر، وسلبهن الزمان بريقهن وجمالهن مع مرور الوقت؛ فإنهم أيضًا يبحثون ويتزوجون من غيرهن تجديدًا لشبابهم؛ وتمتعًا بالجمال الذي لطالما لهثوا وراءه فحسب؛ فلا تهمهم زوجاتهم اللائي عاشروهم لعدة سنوات، لا يأبهون للذكريات حتى، كل ذلك ترسخ بسبب موروثات وعادات وتقاليد بالية ولطالما وضع المجتمع قيود وعادات لا تمت للمنطق بِصلة؛ لاسيما مع تراجع المستوى التعليمي والثقافي، وكما ذكر العلامة الدكتور"مصطفى محمود " أننا نخشى العيب أكثر من الحرام، وبمعنى آخر نخشى كلام الناس أكثر من رب الناس؛ فهناك عادات قد تم تعميمها، ولم يتم التغيير فيها من أجل التيسير، ومواكبة ظروف كل عصر؛ فإننا حتمًا قد خلقنا لزمن غير الذي خلق فيه آباءنا وأجدادنا . فنجد مجتمعاتنا بعاداتها وتقاليدها البالية، تارة تُضعف موقف الرجل في الحب، فهنالك من النساء والفتيات مَن تحررن، لدرجة يظلمن فيها مَن يرغب أن يتزوج من إحداهن، وعلى النقيض نجدها في أغلب الأحوال تُضعف موقف المرأة في الحب، نظرًا لأن أغلب المجتمعات العربية ذكورية، بالرغم من قوله تعالى: "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى بعضكم من بعض "صدق الله العظيم. دومًا البحث عن الجوهر هو الفارق، ولكن مَن يعي هذا الكلام في مجتمع يحترم المظاهر، يُقدر الحذاء الغالي على الشخصية التي تستحق التقدير رغم فقر الإمكانيات المادية!. فلن أتحدث اليوم يا سادة عن الحب الذي لطالما اقتصرناه على أناس محددين - بحسب المتعارف عليه، أناس ذوي إمكانيات شكلية ومادية معينة، دعونا من حب الأفلام لاسيما الأفلام الهندية والتركية المنتشرة العرض هذه الأيام، والمقاييس التي يضعوها لاختيار البطل والبطلة، والتي لا تناسب واقعنا المُعاش. دعونا من فكرة العاشقين اللذين يتمتعا بجسدين لائقين، وملامح ينطبق عليها معايير ومواصفات الجمال العالمي، ذلك الحب الذي يكون أشبه بالشغف والرغبة الشهوانية ليس إلا، وكأننا نرغب في تمثيل وتصوير فيلم إباحي لا إنشاء علاقات سليمة، ونجد أنفسنا قد ابتعادنا عن القيمة الحقيقية للحب بإيجاد كل منّا لتؤام روحه ورفيق دربه، ونجد أننا قد شوهنا مفهوم الحب الحقيقي، واستبدلناه بذلك الحب الرخيص الساخط على الخلقة، الغير متأدبًا مع الخالق. علنا نرتقي ولعل علاقاتنا يسودها التكامل وتقل معدلات الخيانة، ومن ثمّ ينتج لدينا أسر مستقرة نفسيًا تسعى نحو مستقبل أفضل دومًا، فما فائدة الحب الذي يعرض أحدهم للألم والسخط؛ فالحب الحقيقي يملأ القلوب ويجعلها حتى وإن كانت قاسية تلين، وتصبح نابضة بحب الخير والتطلع نحو الأفضل. ولأن لكل منّا مأساته؛ سنحاول عرض العديد من قصص الحب التي تتعرض للفشل والمشكلات أحيانًا، تحت طائلة العادات والتقاليد التي لا تمت للدين والمنطق بصلة، لا نفع فيها بل على النقيض؛ فإنها تضر بعلاقاتنا كثيرًا، فما أصعب العيش بقلب مكسور حزين. وبينما أسير في الطرقات والدروب، قابلت العديد من الوجوه الشاحبة المنكسرة واليائسة، وكأن لا حب في هذه الحياة ينير الوجوه، تُرى ما الذي جعل الكثيرين يكفرون بالحب!. حتمًا لم نصل لتلك الحالة من فراغ، فكيف لقلوبنا أن تعمم السلام، وترتقي والحب فيها منعدم! فحب الزوجين ينعكس بالإيجاب على نفسية الصغار وكذلك أهليهما، وفقديهما إياه يؤثر بالسلب حتمًا فانعدام الحب يجعل الحياة الزوجية أشبه بالجحيم؛ حيث تكثر الشكوى ومن ثمّ تفسد العلاقات. والحقيقة عندما شرعت في الكتابة، كنت أظن أنَّ الحبر قد جف، ولم يعد عقلي قادرًا على تصور أي حدث لروايته، واكتشفت أنَّ المسألة ليست متوقفة على المُخيلة والتصوير، فما أكثر أن نروي قصصًا يكللها الخيال الوردي؛ فوجدت من الواقع مادة تحتاج لرواية صادقة؛ حيث يعجز الكثيرون ممَن لا يمتلكون الجرأة على إثارتها، رغم أنها تستحق أن تناقش وتطرح بوضوح، فكم عانينا من مشكلات كبيرة، خجلًا من التطرق إليها، وخوفًا من مواجهة أنفسنا بها، فقد ساد عصرنا سمة تزييف الحقائق، حتى البخيل يُغلف نفسه بالكرم، واللئيم المُنافق يَدعي أن سبب عذابه في هذه الحياة؛ هو طيبته وصراحته الزائدتين. وكمثال؛ أتذكر ذلك الموقف العابر والبسيط، حينما كنت ارتاد المواصلات العامة ذات مرة، تلك المواصلات كما نعلم موطن للطرائف والمواقف العجيبة في كثير من الأحيان، أتذكر منها ذلك الموقف وتلك المرأة التي صعدت إلى نفس الحافلة؛ التي كنت أرتادها، وكانت معها ابنتيها الصغيرتين وحقائب كثيرة وتحتاج لمتسع لوضعها، فجلست على المقعد الذي يجلس عليه فردين فقط، فسيطرت على أغلبه، وتركت الجزء الضئيل لي لأجلس فيه، وكان الطريق طويلًا جدًا فضلًا عن الزحام، فلم يكن جلوسي هذا مريحًا بالمرة، وكنت لأتحمل وأراعي مُحاولةً أن ألتمس لها عذرًا، فربما تكون غير قادرة على دفع ثمن تذكرتين لها ولابنتيها، ولكن ما آثار استفزازي عندما ركزت وأمعنت النظر بعض الشئ، وجدت أنّ هذه المرأة ترتدي أفخم الملابس هي وابنتاها، كما أنها لم تخجل لعدم راحتي، ولم تعتذر حتى، واستغلت عدم شكواي رغم أنه من حقي أن أتذمر، فكلما سنحت لها الفرصة استحوذت على مكان أكبر في المقعد، وازداد غيظي منهن وتفاقم؛ بل بلغ ذروته، خاصةً حينما نادتها إحدى ابنتيها بكلمة" مامي" كالأعيان بدلًا من" أمي أو ماما "كما نقولها نحن . حقيقة الأمر لا أعي حتى الآن لما البُخل في هذه التوافه طالما امتلكنا الإمكانيات، وإن التمست لها العذر ماديًا، فلمّا تعيش في دورًا غير دورها، ولما أصبحت الأغلبية هكذا يستغلون من يرأف بحالتهم، لما نكذب ونصدق كذبتنا! . هذا ما سنتطرق بإذن الله لطرحه من خلال هذه الرواية القصيرة أو الأقصوصة الطويلة المتواضعة؛ وسنحاول وضع حلول ونهايات سعيدة تلائم الواقع بقدر الإمكان، فأكثر ما يستفزني كقارئة قبل أن أكون كاتبة، أن أقرأ عن مشكلة أو موقف مُعقد، ولا أجد حلًا قاطعًا؛ حتى وإن كان تقديم الحلول سيخل بالبناء الأدبي للقصة أو الرواية. فما قيمة الكاتب والمفكر إذ لم يساند مجتمعه، وينقل له خبرته من أجل حياة أفضل، وبالطبع ذلك لا يعني أنه ليس من حق القارئ أن يقوم بإعمال عقله؛ فإنني أدعو من منبري هذا، كل شخص أن يقوم ببرمجة أي حل يقرؤه - إن وجدت بالطبع قصة أو موقف يشبه ما يمر به من أحداث في واقعه، بشكل يناسب حياته وظروفه، وقد تكون الحلول التي سيتم طرحها غير كافية أو ناقصة، فلا غضاضة من إضافة حلول جديدة، فالكمال لله وحده، ونحن بشر نتكامل ببعضنا البعض. والله الموفق والمستعان # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # مدخل # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # تدور الأحداث داخل حي بسيط يضم فئة كبيرة من أبناء الطبقة المتوسطة، والذين تعرضوا للاضطهاد في الحب، وذلك بسبب اعتراضات ناجمة عن عادات تقاليد وأفكار مجتمعية متخلفة سائدة، وأغلب أهله على قدر معقول من التعليم والثقافة للأسف.. # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # تابعونا في الفصل القادم مع أحداث الحكاية الجديدة..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD