الفصل الثالث

2200 Words
" عندما رأيت بعيناكِ الظلام اردت ان اصير شمعة " *** " اليشم الثمين " ردد وكأنه يحاول تذكر شيئا ما " اليشم الثمين " اخذ يردد مجددا بينما يسير ايابا وذهابا امام الكوخ " صحيح انه اسم ورشة ما " قال فجأة بعد ان تذكر " ورشة ، ماذا يعنى ورشة ؟ " سألت لينورا " لقد سمعت انه محل صغير ببستان اللوز خارج تقاطع ڤيلاس ، انه مكان حيث يتم فيه صنع ارقى الادوات ، فى تلك الورشة الصغيرة " قال لاسڤير بينما كانت لينورا تحدق بذاك الدبوس الغريب بين يداها " ربما هناك احدهم لنسأله عن ذلك " اردف لاسڤير " لاسڤير شكرا لك ، لا تزعج نفسك رغم ذلك " قالت وهى تتنهد فهى لا تريد توريطه بالمشاكل اكثر من ذلك ، فهى لا تعلم حتى لم يساعدها هكذا دون اى مقابل بينما هى غريبة وساحرة وعليه ان يخاف منها ولكنه لم يفعل هو فقط يتقرب منها ويساعدها بكل الطرق ولكنها لم تريد ان تزيد الامور سوءا بالنسبة له اكثر من ذلك .. " من يعلم اى شخص قد اكون ؟ ربما اؤذيك ؟ " تنهدت مجددا بحزن ثم حدقت بعيناه التى كانت تلمع مع ضوء النيران التى كان يشعلها " حتى لو كان هذا غير واضح حتى الان ، انا اعلم هذا انكِ لستِ شريرة ابدا " قال وقد ابتسم بخفة بنهاية جملته فابتسمت له لينورا بالمقابل ، هو رغم اى شئ يحاول طمئنتها بكل وقت ويخبرها انه هنا لاجلها دائما بطريقته *** عادوا الى القرية وفور ان رأته تلك العجوز تقدمت نحوهما بسرعة " لقد شعرت بالقلق لاسڤير لما تأخرت لهذا الحد " سألت العجوز وهى تعاتبه " آسف لاننى جعلتك قلقة جدتى لقد نسينا الوقت فقط " قال لاسڤير لجدته وهو يحك رأسه وينظر نحو لينورا التى كانت تبتسم لجدته " هل تذكرت اى شئ ؟! " سألت العجوز بهمس حتى لا تسمعها لينورا فنفى برأسه فورا ، فكست ملامح الحزن وجه الجدة فامسكت بيد لينورا وابتسمت " لا تقلقى حبيبتى ، اعطى نفسك فقط بعض الوقت وسوف تتذكرين كل شئ " قالت الجدة بابتسامة فابتسمت لينورا بالمقابل فهى شعرت بذلك الدفء الاسرى هنا فى تلك القرية رغم انها لا تعرف شيئا عن حياتها ولكنها كانت سعيدة هنا .. التفوا جميعا حول الطاولة بعد ان دخلت ذلك الكوخ الذى استيقظت به هذا الصباح وبدأت الجدة تضع اوانى الطعام على الطاولة وكان لاسڤير يساعدها بدأت الجدة تضع الاطعمة امام لينورا وتدعوها لتأكل اكثر وكأنه احد افراد العائلة بينما لاسڤير كان يبتسم لها طوال الوقت لقد كانت تشعر انه لطيف ولكنه كانت تظنه ساذجا فى الوقت نفسه فطيف يساعدها هكذا دون مقابل ؟ هو حتى لا يعرف من او ماذا تكون ؟ وربما تؤذيه هو وجميع اهل القرية ، ولكنه رغم كل هذا كان يظن انها فتاة طيبة ولن تفعل اى شئ يؤذيهم ابدا جهزت الجدة لها بعض المفروشات لتنام عليها فى تلك الغرفة المنفصلة فى الكوخ بينما هى ولاسڤير ناموا بالخارج مرت عدة ساعات وكانت تتقلب بالفراش ولم تستطع النوم حتى نهضت وجلست بالخارج امام الكوخ وتتأمى بتلك النجوم المنثورة بالسماء ولكنها شعرت بغطاء يوضع على كتفيها ولاسڤير يجلس بجانبها وعيناه ناعستان يبدو وكأنه شعر بالقلق وعندما لم يجدها بالداخل نهض على الفور باحثا عنها " شكرا " رددت بابتسامة " لما جسدك دائما بارد هكذا ؟ " سأل لاسڤير وبدأ يشعل بعض الحطب بغرض تدفئتها " لما تساعدنى دائما لاسڤير ؟ " سألت لينورا وهى تعلق عيناها نحوه " حتى انا لا اعرف ، ولكنك بحاجة للمساعدة ولا يمكننى تجاهل ذلك " قال بابتسامة ثم نهض من جانبها ودخل للكوخ مجددا بعد ان همس " ليلة سعيدة " **** فى كهف شديد الظلام فى احد الجبال الشاهقة كان هناك الكثير من المخلوقات الغريبة مجتمعة معا شياطين ، افاعى ، سحرة و وحوش ، المكان كان مظلما وبارا ويبعث شعورا بالقشعريرة كلما دخلت هناك اعمق ، كانوا يتهامسون سويا ويتذمرون من كل شئ " كم من الوقت يجب علينا البقاء فى هذا الكهف ؟ والعيش فى خوف ؟ " قال احد الوحوش بتذمر عاقدا حاجبيه بغضب " لقد كانت مهمة حاسمة " صدح صوت من خلفهما حتى هبطت من تلك الفتحة سيدة فى منتصف عمرها ذات شعر اسود طويل وترتدى فستانا اسودا وتغطى رأسها وشعرها بقلنسوة ما " سيدتنا ، كان عليكِ ان تختارينى " قال احد الشياطين بصوت غليظ " لقد عاد المستكشف " همس الجميع وهم ينظرون حولهم باحثين عنه المستكشف كان الاقوى بينهم ، بنية جسده كانت ضخمة للغاية ويبدو مخيفا بحق ذو صوت غليظ وقلب لا يعرف اى رحمة يمكنه القتل بدم بارد ولن يهمه كون من يقتله بشرا ام وحشا او حتى شيطان مثله صمت الجميع وافسحوا المجال بخوف حتى يدخل المستكشف الذى كان نصفه ثعبان والاخر يشبه الوحوش ، ذيل صخم للغاية بتصل بجسده وهناك حراشف كثيرة تملء جسده العلوى ، وقف بجانب السيدة " هل هاجمتك حقا ؟ " سألت السيدة بغرابة وهى تنظر لاحد الافاعى فبدأ بالتحدث " اجل ، وكانت جادة بما فيه الكفاية ، لدرجة انها كادت تنهى حياتى دون ان يرف له جفن " قالت الافعى وتلك كانت التى دفعتها لينورا بالغابة عندما التفتت حول عنق لاسڤير تعالت اصوات الجميع الغاضبة " كيف تجرأت ؟ " " لقد خانتنا لينورا " " ما الذى تحاول فعله والجحيم ؟ " " لقد علمت ان جيش الچنرال يبحث عنها بكل مكان، ولن يستغروا وقتا طويلا لايجادهم وبالتالى ابادتنا جميعا " صاح الافعى مجددا علت همهمات الجميع مجددا فانحنى المستكشف امام السيدة وهو يضم يداه معا " سيدتى ، لقد انضمت الى قوى الظلام وخانتنا " قال باحترام " ايضا لقد رأيتها مع صائد ثعابين ، سيدتى " قال الافعى مجددا وهو يحرك لسانه مصدرا فحيحا " بدا الامر وكأنهما مولعين بببعضهما البعض " تحدث الافعى بسخرية مجددا " ماذا ؟ " صاح المستكشف بغضب " حقا ؟ " ردد صوت هادئ من صخرة بالاعلى لقد كانت فتاة ترتدى فستانا اسود مطرزا بالاخضر ولقد كانت ايرلا نهضت السيدة من على عرشها بغضب لتظهر تلك الثعابين التى تلتصق بخوذتها وبشرتها الباهتة الشاحبة ، عيناها الحمراء واظافرها السوداء الطويلة فور ان نهضت انحنى لها الجميع وصاحوا بصوت واحد " سيدتنا " رددوا سويا حركت السيدة ذراعها بالهزاء ليخرج منها ضوء ذهبى تشكل على شكل افعى عملاقة بدأت تلتف حول نفسها امام الجميع " لا تنسوا ان التعويذة التى علمتها لكم جميعا هى مفتاح القوى المتبادلة " قالت السيدة ثم بدأ الجميع يلمس ذلك الضوء المشع الذى يكون افعى وبدأت السيدة تتحدث مجددا " هذه اليد تتدفق الى المصدر متحدة فى الخير والشر " رددت مجددا ثم اختفى ذلك الثعبان محدثا انفجارا وظهر مكانه احد الوحوش " مرحبا جلالتك لقد عدت " قال ذاك الوحش والذى يدعى تشانغ بان وهو يضم يداه سويا وينحنى امام السيدة " سيدتى ، الافعى البيضاء قد خانتنا جميعا " صاح المستكشف مجددا " انها .... " بدأ التحدث مجددا حتى قفزت ايرلا من اعلى الصخرة التى كانت تجلس عليها وانحنت امام السيدة " سيدتى ، انها ما كانت لتخوننا ابدا " قالت ايرلا بثقة " انا سأعيدها " رددت ايرلا عندما وجدت صمتا من الجميع " انتِ ؟! ، الجميع بالفعل يعلم انكما مقربتان " قال المستكشف بغضب " سيدتى ، استخدمى مقاييس الموت الحارقة " قالت ايرلا فشهق الجميع بخوف وبدأوا يتهامسون سويا " ماذا هل هى جادة ؟ " " أليست خائفة ؟ " " انها تقدم موتها واللعنة " قال الجميع بخوف ولكن ايرلا كانت تتحدث بجدية وثبات فحركت السيدة يدها لتخرج منها ثلاث كرات محترقة وكأنها احجار من بركان مشتعل والقتها تجاه ايرلا التى صرخت بألم وتراجعت عدة خطوات للخلف عندما اخترقوا صدرها اثر قوى الظلام تلك التى اصبحت داخلها الان " احضريها مرة اخرى مع دبوس الشعر فى شهر واحد ، واذا لم يحدث ذلك حتى انا لن استطيع انقاذك اذا تم تنشيط المقاييس " قالت السيدة بحدة فأومأت ايرلا وانحنت امامها وهى تضم يداها الاثنان معا باحترام " اجل سيدتى " قالت ايرلا ثم وضعت السترة على جسدها بإحكام ثم اختفت بين الحضور " تشانغ بان " صاحت السيدة فانحنى امامها " اجل سيدتى " قال تشانغ بان فاشارت له ان يتبع ايرلا فأومأ بصمت ثم اختفى خلفها على الفور **** فى اليوم التالى كان هناك احتفالا فى قرية صائدو الثعابين والجميع كان مستمتعا بتلك الموسيقى التى تنتشر بكل الشوارع كانت الشوارع مزينة وملونة والازهار الوردية والبيضاء تملء كل انش بتلك الشوارع البسيطة استيقظت لينورا لتجد نفسها مغطاة بغطاء سميك حتى يجعل جسدها دافئا دائما وفور ان نهضت من مكانها وجدت فستانا ورديا معلقا بإحدى اخشاب الكوخ البارزة كان فستانا جميلا للغاية مزينا بالزهور البيضاء مفتوحا قليلا من عند الركبة للاسفل ومغلقا من الاعلى ، لمعت عينان لينورا عندما رأت الفستان الذى كان مبهرا للغاية ، امسكته بين يداها لتصتدك اناملها بورقة ما معلقة به التقطتها وبدأت تقرأها ببطء " انه عيد چوروك السنوى جميع الفتيات يرتدين الفساتين الوردية هذا اليوم وانتِ اصبحت من فتيات القرية لذا عليك قبوله " قرأت تلك الرسالة واتسعت ابتسامتها ، رغم انها تعلم انها مختلفة عنهم وعلى الارجح انها ليست بشرية ولديها قوى خاصة لا يعلم عنها احد شيئا سوى لاسڤير ولكنها رغم ذلك كانت تشعر وكأنها فرد منهم وكأنها كانت تعيش هنا طوال الوقت ، ربما كل ذلك بسبب لاسڤير الذى لا يشعرها ابدا انها فتاة غريبة عنهم او انها وحش ما .. ارتدت الفستان وصففت شعرها امام تلك المرآة المتهالكة التى كانت بغرفتها ثم خرجت من الكوخ لتجد كل شئ حولها مزين بالزهور البيضاء والوردية والاطفال يركضون هنا وهناك وهم يضحكون بصوت مرتفع ولكنه كان صوتا محببا لها " تبدين جميلة " سمعت ذلك الصوت من خلفها وقد كان لاسڤير الذى كان مستندلا على احد الاعمدة الخشبية للكوخ لفت لينورا حول نفسها و هى تريه الفستان وكانت ابتسامته تتسع مع سعادتها " ابدو رائعة اليس كذلك ؟ ابدو ک كفرد منكم صحيح ؟ " سألت بتوتر وقد اختفت ابتسامتها فاقترب منها لاسڤير ونظر الى عيناها الخضراء التى جذبته منذ ان رآها اول مرة " تبدين جميلة كما انتِ كما ان قواكِ تلك تميزك حقا" قال لاسڤير وهو يحك خلف رأسه بخجل عندما تسارعت نبضات قلبه بتلك الطريقة هو لم يتحدث مع فتاة ما مسبقا وتحدثه حتى ولو دقيقة معها كان يجعل خفقات قلبه تزداد سرعة وهو كان يزداد توترا بجانبها ابتسمت بخجل على كلماته ثم همست " شكرا لك " امسك لاسڤير يدها وسحبها خلفها بينما يعرفها على كل انش بالقرية وكيف يحتفلون بالعيد وتلك الرسومات الملونة التى يرسمها الاطفال على الطريق بينما هى كانت مندهشة لكل ذلك الجمال والالوان المبهجة التى كانت تحيط بها من كل جهة ، وقفت امام بائعة زهور تتطلع بتلك الزهور الجميلة الملونة التى تبيعها " هاى ايتها الجميلة اقتربى " نادت السيدة العجوز فاقتربت لينورا منها وهى تنظر لها بغرابة ولكن العجوز وضعت زهرة وردية جميلة خلف اذن لينورا وهى تبتسم " تناسبك " قال لاسڤير بابتسامة ثم سبقها حتى يشترى المصابيح الورقية التى سيقومون بإطلاقها فى السماء عند منتصف الليل اما لينورا فقد كانت تنظر حولها كطفلة صغيرة ترى الاسواق لاول مرة ، رأت الاطفال يشترون شيئا من بائع الحلوى ويتلذذون بأكله للغاية " ما هذا لاسڤير ؟ " سألت وهى تشير للبائع " انها تدعى مثلجات ، لنجربها ما رأيك ؟ " قال لاسڤير بحماس وهو يمسك يدها حتى يتقدموا نحو البائع ، و لكن لينورا وقفت مكانها فهى تشعر بالخجل كونها عبأ على لاسڤير دون ان تقدم له اى مقابل " ما الخطب ؟ هل انتِ بخير ؟ " سأل بقلق " انا بخير ، لا اريد المثلجات " قالت فابتسم وسحب يدها نحو بائع الحلوى واشترى لكلاهما " انها جميلة ستعجبك " قال بابتسامة ومد يده لها فهو قد علم من نظراتها انها لا ترغب ان تجعله يعانى بسببها ولكنها لم تكن تعلم انه يكون سعيدا عندما يقضى الوقت معها ابتسمت والتقطت منه المثلجات وبدأت تأكلها مثل اولئك الاطفال منذ قليل حتى لطخت فمها ثم نظرت الى لاسڤير " انها لذيذة للغاية " قالت بابتسامة فتعالت ضحكة لاسڤير على مظهرها الطفولى وهى تأكل المثلجات بتلك الطريقة ... " لا تضحك " قالت بتذمر ولكنه لم يتوقف عن الضحك " تبدين لطيفة " همس ثم بدأ يمسح فمها بمنديله ولكنه توقف محدقا بتلك العيون الخضراء التى تأسره داخلها بدأ الجميع يطلق مصابيحهم المضيئة بالسماء لذا قرر لاسڤير ان يصعدا لاعلى مكان بالقرية حتى يطلق مصباحه مع لينورا والذى كان عند ذاك الكوخ خاصته والشلال الذى وجد عنده لينورا وصلا حيث الكوخ ثم اشعل لاسڤير النار واضاء مصباحه ثم جعله يطير بالهواء بعد ان تمنى امنية ثم ساعد لينورا فى اضاءة مصباحها ثم وقف خلفها حتى يريها كيف تترك المصباح فى الهواء ليحركه " يا الهى لقد طار بعيدا " صاحت لينورا بسعادة ثم التفتت لتصطدم بصدر لاسڤير الذى كان خلفها حدق الاثنان بعينان بعضهما بشرود بينما كان ضربات قلبهما سريعة وتنفسهم غير منتظم ابدا ، ابتعدت لينورا سريعا بتوتر وتحركت للجهة الاخرى من تلك الصخرة العالية التى كانا يقفان عليها .. شعرت بقليل من الدوار و هناك صورا مشوشة اصبحت تغزو رأسها مجددا " عليكِ قتل الچنرال " " جميعنا نعتمد عليكِ لينورا " " لينورا ، لينورا " سمعت فحيح غريب بذلك الاسم وكأن احدهم ينادى عليها ثم ارتفع ذاك الدبوس فى الهواء وبعده ارتفع جسدها بينما شهقت بتألم كان هناك هالة من الضوء حول جسدها وكذلك حول ذاك الدبوس المسحور الذى يطير امامها بينما لاسڤير كان خائفا عليها للغاية بينما كان يصرخ من الاسفل بـ " آنستى " ولكن لم يكن بيده شيئا يفعله .. سقطت ارضا من فوق ذاك المنحدر مصدمة بأشجار الغابة الكثيفة حتى اصطدمت بالارض فركض لاسڤير خلفها ولكن عند وصوله كان هناك جنديان حولها ويدفعان جسدها يمينا ويسارا " أليست هى تلك الفتاة التى يبحث عنها الجنرال ؟ " قال احدهما للاخر ثم نظر الى ذاك الدبوس الساقط بجانبها " بالتأكيد هى ، علينا ابلاغه سنحصل على مكافأة عندما يعلم اننا وجدناها " قال الاخر بضحكات عالية ثم انحنى ليحمل لينورا على ظهره ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD