الفصل الثانى

1766 Words
" لقد كان يعرفنى دائما بينما انا لم اكن اعرف من انا" **** عدة دقائق وكان لاسڤير تبعها متسلقا الجبل وهو يلهث ويلتقط انفاسه بصعوبة بينما هى كانت تتأمل كل شئ حولها " اتمنى لو كنت اعرف السحر " قال لاسڤير وسط انفاسه اللاهثة " هل تراهنينى انك لا تقهرى ؟ " قال بابتسامة وهو يقترب من لينورا التى كانت تظر نحوه بغرابة لما يعاملها بذلك اللطف بينما لا يعرفها مسبقا ؟ حتى انه لم يخاف ابدا عندما رأى تلك القوى التى داخلها رغم انها بنفسها شعرت بالذعر عندما وجدت تلك الاشعة تخرج من يدها لاول مرة " انا لا اتذكر شيئا " قالت لينورا بينما تنظر حولها بكل زاوية تحاول تذكر اى شئ يعرفها ماهيتها ؟ من هى ولما هى هنا ؟ وما ذلك السحر وتلك القوى التى داخلها ؟ " ما هذا المكان ؟ " سألت وهى تنظر حولها مجددا " هذا كوخ لقد قمت ببناؤه " قال لاسڤير بابتسامة وهو يشير نحو الكوخ الذى كان مصمما بدقة ، لقد قام ببناؤه لانه يفضل البقاء هنا دائما بعيدا عن القرية وهنا حيث وجدها تسقط من منحدر الشلال وهم لينقذها على الفور " فى العادة انا اقوم بتلك الاشياء ابنى كوخا وادرس الاعشاب ، عندما اكون طبيبا لن اكون مضطرا ابدا لصيد الثعابين " قال لاسڤير بتنهد ثم دخل الى الكوخ وتبعته لينورا " قاعة الدفاع ؟! لماذا تسميها هكذا ؟! "قالت بينما تشير الى تلك اللافتة التى كانت تتوسط الغرفة فحك خلف رأسه وابتسم " لقد وجدت تلك اللافتة عند النهر " قال ببساطة ولكن تعلق نظرها باللافتة لبعض الوقت فى محاولة للتذكر اين رأتها مسبقا ؟ " صحيح لقد كنت اصنع المظلات وعندها وجدت دو ، لقد كان هناك واقفا على تلك الصخرة لذا ذهبت ونظرت له " قال لاسڤير ثم فتح تلك الخزانة بزاوية الغرفة واخرج منها المظلة وخرج من شرفة الكوخ يريها الصخرة التى وجد دو عندها ولكن فلتت قدمه وتهاوى جسده فى الهواء صرخ بصوت عالٍ بينما لينورا حركت يديها بالهواء لتصنع طبقة من الضوء الابيض وجعلت لاسڤير يقف عليه حتى صعد بجانبها مجددا " لديكِ قوى لا تقهر حقا " قال بذهول وهو ينظر نحو لينورا بابتسامة كانت تبتسم له بخفة حتى وقفت امام الشلال وشردت بنظرها خلاله حتى بدأت بعض الصور تقفز لعقلها وكأنها ذكريات تراودها مجددا " لقد كنتِ هنا طافية بمنتصف الطريق من الماء " قال لاسڤير وهو يشير بالمظلة التى بيده نحو الشلال شهقت بخفة عندما بدأت تلك الاحداث تقفز لمخيلتها " اقتلى الچنرال حتى لو كلفك ذلك حياتك " قالت سيدة ما ذات فستان اسود ملتصق بجسدها وترتدى فوقه عباءة سوداء ذات قلنسوة تضعها على رأسها " سيدتى انه اعظم عدو لنا ، انا لست جاهزة بعد " قالت لينورا بقلق " لدينا قواعد ، لا يمكنك فقط التصرف كما يحلو لك " صرخت بها تلك السيدة التى كانت فى مقتبل العمر ولكن نبرة صوتها كانت صارمة للغاية تراجعت لينورا للخلف وهى تمسك برأسها بينما كانت قطرات المطر تنهال فوق جسدها حتى وجدت ذراع لاسڤير تسندها وبذراعه الاخرى يمسك بالمظلة فوق رأسها حتى لا تتبلل ملابسها اكثر من ذلك " هل تذكرتِ شيئا ؟ " سأل لاسڤير وهو ينظر نحوها بقلق ضربات قلبها كانت تزداد سرعة وهى لا تعرف ما تلك الذكريات التى تراودها بل لا تعرف من تكون هى حتى ، نظرت الى انعكاسها ببقعة المياه التى تكونت بفعل الامطار " هل هناك اشياء لم ترغب بالقيام بفعلها ولكنك رغم ذلك تجد نفسك ممضطرا لفعلها ؟ " سألت بفضول ثم رفعت نظرها تحدق بوجه لاسڤير " بالتأكيد ، انا لا اريد ان افعل الكثير من الاشياء " قال لاسڤير بابتسامة " ولكن هكذا هى الحياة ، رغم انه من الطبيعى ان اعيشها بحرية بقدر الامكان لذا هذا ما افعله ادرس كل شئ النجوم ، الطب جنبا الى جنب مع بعض العلوم الباطنية " اردف ثم قفز من على الصخرة نازلا نحو الكوخ مجددا ثم تبعته لينورا " ربما قدرك محتوما ولكن طريقة قضاء حياتك ليست كذلك " قال لاسڤير بحكمة محركا غطاء اناء بدائرية ثم نهض من مكانه علقت لينورا نظرها بالغطاء الذى كان يدور امامها وبدأت بعض الذكريات تقفز لعقلها مجددا كانت تمسك بدبوس شعرها وكان يضئ بين يداها بقوة " انشر قوتك فى جميع ارجاء الارض " صوت غليظ كان يردد تلك الجملة رأت نفسها تنظر من ثقب على رجل ما يقوم بطقوس غريبة و الدخان الاسود كان يحيطه من كل جهة كان جسدها ينتفض فوضع لاسڤير يده على كتفها فشهقت بقوة وهى تعود للواقع من جديد بعيدا عن كل تلك الاوهام التى تراودها " هل انتِ بخير ؟ " ردد لاسڤير فانتفضت لينورا بذعر فدفعته قويا وبفعل قوتها الهائلة تراجع للخلف خطوات طويلة بعد ان انفتحت مظلته بسبب تلك الرياح الشديدة التى اطلقتها لينورا عندما اقترب منها سقط ارضا بقوة فركضت نحوه بخوف ثم رددت " انا اسفة انا حقا لم اقصد ابدا " قالت وهى تحاول لمسه ولكنها اخرجت بعض القوة من يدها مجددا اعطت للمظلة التى بيده قدرة على الطريان واصبح يحلق بينما يصرخ بعدم تصديق " انا احلق ، انا يمكننى الطيران " صرخ بابتسامة واسعة وهو يتمسك بالمظلة بكلتا يداه كان يتحرك بالمظلة ويضحك بقوة حتى جذب يدها وامسك بها ليجعلها تحلق معه عقدت حاجبيها وكادت تهاجمه لانها تفاجئت بحركته تلك ولكنه صاح " هاى انظرى حولك " قال لاسڤير بضحك فنظرت لينورا حولها للتفاجئ بالمنظر الخلاب اسفلها الجبال كانت تحيط بالبحيرة بكل مكان و الشلال ينحدر من اعلى الجبل و اشجار الكرز الوردية تزين المكان الوان الطبيعة كانت مندمجة بشكل رائع للغاية يأسر العين ويجعلك لا تمل من النظر اليها ابدا ، امسك بيدها ورفعها للاعلى قليلا وجعلها تمسك بالمظلة معه ثم نظر نحوها وابتسم " انظرى نحن نطير ، لقد تمكنت منا الرياح " قال بضحك وهو يقترب من مياه الشلال ولمس الماء بلطف بينما كان هناك قوس قزح يتكون فوق ماء الشلال وكان سعيدا حقا للاستمتاع بتلك الاجواء بينما عدوى ابتسامته وضحكته انتشرت نحوها وبدأت تضحك وتستمع بكل شئ هى الاخرى بدأ يطير فوق حقول القرية مما جعل الزهور والحبوب تتطاير حولهم بكل مكان حتى استنشقت لينورا شيئا ما فعطست وبعدها حدث نفس الشئ لـ لاسڤير لينظر الاثنان لبعضهما ثم يغرقان بنوبة ضحك مجددا وسط تحريك الرياح للمظلة التى يتمسكون بها كاد توازنهم يختل حتر امسك كلاهما بالمظلة مما جعل اناملهما تتلامس ، شعر لاسڤير بقلبه ينتفض بقوة عندما لامست انامله الدافئة اناملها التى كانت باردة للغاية ابعد يده عنها بسرعة حتى لا يضايقها وجعل الرياح تقود طريقهم مجددا ولكن نظرت لينورا للسماء عندما شعرت وكأن احد يتبعها ونظرت حولها بغرابة بينما تستمع الى اصوات الطيور الغريبة التى كانت تهرب من اقفاصها على اغصان الاشجار ، الامر كان مريبا بالنسبة لها فقد شعرت وكأن شخصا يراقبها حقا منذ دقيقة ولا احد سواها لاحظ ذلك وجدت ثعبان يقفز امام وجهها من احد الاغصان فصرخت بتفاجؤ ثم تفادت مما جعل توازنهما يختل ويصطدمان بالارض فرأت الثعابين تتجمهطع حولها زاحفة من اعلى الاشجار ومن الجحور بالارض ويتقدمون نحوها بينما هى كانت تترجع للخلف بخوف حتى قفز امامهم احد الثعابين والتف حول رقبة لاسڤير الذى كان متمسكا بالمظلة وبدأت تطير مجددا حركت لينورا يدها لتبعد الثعبان بكل طاقتها عن رقبته ولكن كلاهما ارتد للخلف نظرت حولها ووجدت المظلة فقط ولاسڤير ليس موجودا " لاسڤير " صرخت لينورا تنادى اسمه حتى سمعت صوته " انا هنا ، متشبثا بهذا " تقدمت لحافعطة الجرف لتجده متمسك بدوبوس شعرها المثبت بالصخور امسكت يده وهى تحاول اخراجه حتى صعد من اعلى الجرف وجلس بجانبها بينما دبوس شعرها لازال بيده " ولكن ما هذا ؟ " سأل لاسڤير بهدوء لمست لينورا الدبوس فاضاء بضوء ساطع للغاية وارتفع بالهواء بينما لينورا ارتفعت هى الاخرى عن الارض وهالة مضيئة تحيط بجسدها مع دبوس الشعر ذاك ، بدأت بعض الصور تقفز لرأسها من جديد عندما كانت بالشلال وقام الدبوس برفعها للاعلى مثل الان تماما " سيدتى ، سيدتى " صرخ لاسڤير ليزداد ضوء الدبوس ثم اختفى لتسقط لينورا ولكن لاسڤير التقطها باللحظة الاخيرة بين ذراعاه ، كانت رأسها تدور وتشعر وكأن كل قواها قد خارت ولم تستطع الثبات اكثر من ذلك ففقدت الوعى حملها لاسڤير بين ذراعاه سريعا عندما شعر بالخوف لقد كانت ضربات قلبه تتسارع قلقا عليها ، انها فتاة غريبة ومثيرة للفضول للغاية بالنسبة له ركض بها نحو الكوخ بالقرب من الشلال ثم وضعها على الفراش بينما احكم الغطاء على جسدها فقد كانت تزداد برودة ، لذا خرج راكضا للخارج واحضر بعض الاخشاب من الغابة ثم عاد للكوخ سريعا و قام باشعال النار بجانبها باحدى زوايا الغرفة حتى ينتشر الدفء بجسدها جلس امام الكوخ ثم امسك ببعض حصوات صغيرة واخذ يلقى الواحدة تلو الاخرى بماء البحيرة امامه بينما كان يحرك ذاك الدبوس الذى دان بيده يمينا ويسارا وينظر له بشرود كيف اضاء هكذا ؟ وما هالة الضوء القوية التى احاطت بها ؟ وكيف ارتفعت بالهواء هكذا انها مثيرة للريبة والفضول بنفس الوقت ، كيف لاتذكر اى شئ عن نفسها ؟ ترى من تكون او بالاحرى ماذا تكون ؟ كانت الشمس بدأت بالمغيب ، بينما كانت لينورا جسدها ينتفض بينما تحلم بسقوطها من اعلى الشلال مرة ومن اعلى الجرف العالى مرة اخرى نهضت من مكانها وهى تشهق بذعر لقد كان الحلم يبدو وشيكا وكأنها ستسقط مرتطمة بالارض بلا رجعة نظرت للخارج لترى ظهر لاسڤير الذى يمسك بـ دبوس شعرها بشرود محدقا بكل تفصيلة به تقدمت منه وجلست بجانبه ثم قالت " اننا مرتبطان " رددت فالتفت لاسڤير ناظرا لها " انا وهذا الدبوس مرتبطان ، انا اشعر وكأنه سحرى " قالت لينورا فمد لاسڤير يده ليعطها الدبوس وفور ان لمسته بأناملها اضيئت بعض الحروف المنقوشة على الدبوس فقرأتها لينورا بصوت مرتفع " اليشم الثمين " رددت لينورا " انتظرى ثانية " قال لاسڤير فجأة لتنقل نظرها نحوه ولكنه التقط الدبوس من يدها واخذ يتحرك حولها بغرابة " اليشم الثمين " ردد وكأنه يحاول تذكر شيئا ما " اليشم الثمين " اخذ يردد مجددا بينما يسير ايابا وذهابا امام الكوخ " صحيح انه اسم ورشة ما " قال فجأة بعد ان تذكر " ورشة ، ماذا يعنى ورشة ؟ " سألت لينورا " لقد سمعت انه محل صغير ببستان اللوز خارج تقاطع ڤيلاس ، انه مكان حيث يتم فيه صنع ارقى الادوات ، فى تلك الورشة الصغيرة " قال لاسڤير بينما كانت لينورا تحدق بذاك الدبوس الغريب بين يداها " ربما هناك احدهم لنسأله عن ذلك " اردف لاسڤير " لاسڤير شكرا لك ، لا تزعج نفسك رغم ذلك " قالت وهى تتنهد فهى لا تريد توريطه بالمشاكل اكثر من ذلك ، فهى لا تعلم حتى لم يساعدها هكذا دون اى مقابل بينما هى غريبة وساحرة وعليه ان يخاف منها ولكنه لم يفعل هو فقط يتقرب منها ويساعدها بكل الطرق ولكنها لم تريد ان تزيد الامور سوءا بالنسبة له اكثر من ذلك " من يعلم اى شخص قد اكون ؟ ربما اؤذيك ؟ " تنهدت مجددا بحزن ثم حدقت بعيناه التى كانت تلمع مع ضوء النيران التى كان يشعلها " حتى لو كان هذا غير واضح حتى الان ، انا اعلم هذا انكِ لستِ شريرة ابدا " قال وقد ابتسم بخفة بنهاية جملته فابتسمت له لينورا بالمقابل ، هو رغم اى شئ يحاول طمئنتها بكل وقت ويخبرها انه هنا لاجلها دائما بطريقته ... تتبع ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD