رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث } .
بقلمى / هدير خليل .
بعد أن غادر أدهم المنزل بعد أن ضاق ص*ره من الغضب و خاف ان تنفلت ولا يستطيع السيطرة عليها أكثر من ذلك امام استفزازها له بكلماتها فترك لهم المنزل بأكمله حتى يهدأ من غضبه ، أما آدم نظر لها بعتاب بعد أن غادر أدهم و هو يقول لها بعتاب و لوم على حديثها المتهور الذى تحدثت به مع زوجها .
= إللى قولتيه ده مكنش ينفع يتقال .. دى مش طريقة تكلمى بيها جوزك قدامنا .
سارة و هى تستسلم أخيرا الى انهيارها و هى تجيبها ببكاء و شهقات متقطعه و تتمتم .
= يعنى انا إللى قولته مينفعش و هو إللى بيقوله و بيعمل معايا عادى و ينفع .
حازم يقترب منها فى محاولة منه لتهدأتها و يوضح لها ما يقصد آدم بحديثه و هو يقول .
= بطلى عياط آدم مش قصده كده .. هو قصده ان الكلمه اللى هتقوليها هتفضل متشاله ليكى لما الموضوع يتحل و بعدين هو أدهم ظلمك فى ايه ولا ده كلام و خلاص .. قولى لنا ايه قصدك انه مش عادل معاكى هو عمل لك حاجه و انتى مخبيها علينا .
لم تجيبه سارة و تحصنت ب ال**ت و دموعها تنهمر من عينيها دون توقف ، ف تدخل آدم فى الحديث لكى يحث حازم على المغادره و يردف .
= سيبها يا حازم و لما تهدى و هو كمان يكون هدى و رجع يبقى نتكلم معاهم و نفهم ايه الحكايه بس من غير ما تطولى ل**نكعلى جوزك ليكى حاجه عنده قولى عمل واحد اتنين تلاته و نجيبلك حقك منه مش تقولى اى كلام و تطلعى نفسك غلطانه و تضيعى حقك و تهنينا معاكى .
انهى آدم حديثه و تركها دون أن يضيف المزيد من الحديث ف هو يعلم تمام العلم ان هناك شئ حدث بينهم ف مادام أدهم قرار هذا القرار ف من المأكد أن هناك شئ حدث بينهم ولا يريدون البوح به لهم و لكن إلى متى سوف يتخذون ال**ت حصن لهم ، هو فقط عليه الانتظار قليلا حتى يهدأوا و يعلم كيف سوف يعرف ما حدث معهم .
= سارة انتى اختى و انتى اقرب واحده لي فى خواتى البنات ف لو فى حاجه حصلت ما بينكم قوليلى و انا فى دهرك مش هسيبك ان كنتى غلطانه او لا .. انا هسيبك دلوقتى تهدى و لو عايزه تقوليلى حاجه انا موجود معاكى .
خرج حازم هو الآخر و اغلق الباب خلف و ترك سارة تلقى ب نفسها على السرير تبكى قهرا على حبها و عشرة السنين الذى اندثرت كحبات الرمل و عشق كان يتغنى به لها ليل نهار ، أين ذهب هذا العاشق الذى يريد الآن أن يلقيها خارج حياته و يبحث عن أخرى يبث لها عشقه أى حب هذا الذى كان يتغنى به .. هى حقا لا تعلم فيما اخطأت او قصرت معه حتى يتأخذ هذا القرار فجأه هكذا و هذا ما يزيد وجيعة قلبها و ألمه .
بينما على الجانب الأخر بعد ان غادر أدهم و ترك المنزل و هو يشعر ب الاختناق لا يعلم لما تغيرت علاقته هو و سارة فى الفترة الاخيرة و خاصة بعد ما حدث ل ماسه هو اصبح لا يطيقها و يرغب دائما فى ان الشجار معها و ان يصرخ بها و يخرج غضبه بلا سبب .. هل حبه انتهى ام ماذا هو يرغب فى البعد و فى نفس الوقت قلبه يتمزق من الفكرة لا يعلم ما به ولا احد يحاول ان يفهمه .. و لكن كيف يطلب من الاخرين ان يفهموا احساسه و هو لا يفهم ما يشعر به .. لم يستطع نسيان ملامحها حتى بعد أن ذهب و أتى الجميع لها و هى وسط شجار أبنائهم ، و حتى عندما أتى و الجميع حولها ، بالرغم من كل تلك الأحداث التي لا يكره أكثر منها بتواجد الكثير من الأشخاص حولهما و هم يتشاجران هذا و ذاك يطرح عليهما ماذا يفعلون ب مشكلتهم و تدخلهم فى حياتهم يزعجه هذا كثير ، و لكنه لا يزال يتذكر ملامحها التي تدفعه بشدة على الاحساس بالاختناق عندما تذكر دموعها ، كان يرغب وقتها ان ينسى غضبه منها و نفوره و يقوم بجذبها بين احضانه ليخفى تلك النظره المتألمه التى سكنت عينها و قام رغبته الملحه فى مد يده لكى يمسح لها دموعها و لكنه لم يفعل اى من ذلك كل الذى حدث انه اشتعل من الغضب أكثر بسبب تلك الدموع .. وقف لبرهة شاردًا فيما سيفعله معها ، هو لا يقبل فعلتها أبدًا و صراخها به أمام الجميع ، هى لا تحبه إذا لما تكترث إذا كان سوف يتزوج ب أخرى أم لا .. كلما تذكر حديثها و افعلها ، يثير لديه شياطينه الكثير من التخيلات التي يستطيع عن طريقها اصابتها بتوضيح دائم يصحبة ذكرى ستكون الأسوأ لها على الإطلاق أنها لا يُمكنها أن تتعدى حدود جلية لها و اوضحها لها منذ زواجهم ، و لكن ما العمل بعدها ؟ ما العمل بعد أن يُذيقها بعقابه على ما فعلته ؟ هو ليس بغ*ي ، هذه المرأة لن تقبله ، لا يشعر بحبها هى منذ زواجهم لم تعترف له بحبها له صحيح انها تتغنى بها أمام الجميع .. و لكن عندما يصبحوا بمفردهم يشعر أنها تقضى واجب مفروض عليها فقط و ليس زوجه عاشقه له ، و مع الآسف قد عشقها ، أُصاب بعشقها دون وعي منه ولا دراية ، ما يحدث بينهم سيكون بداية لعنة جديدة و لقد سأم هذا العذاب الذي يواجهه كلاهما كل فترة ! بسبب هذا الجفاء الذى يشعر به من ناحيتها .. زفر بضيق من هذه الأفكار التى تتخبط به و تجعله متحير بين ما اقره عقله و ما يريده قلبه ، قرار أدهم ان يعود إلى المنزل عندما تاخر الوقت و بعد ان اضاع كل هذا الوقت فى التفكير دون جدوه .. و بدون العثور على حل يرضيه ، و لكن عندما وصل إلى المنزل اخذته قدمه باتجاه الاسطبل و ركب حصانه و اخذ يجرى به كإنه فى سبق لدرجة جعلت من تراقبه من النافذة يفزع قلبها عليه هو لا يركب الحصان هكذا الإ إذا كان يعانى من جرح فى قلبه لا يجد له علاج لتهتف سارة بهلع و هى تهمس بقلب يتمزق بالألم منه و عليه .
= مالك بس يا أدهم يارب يارب ريح قلبه و ما تورينا فى حاجه وحشه .
على الجانب الاخر كانت هناك عيون أخرى تتابع ما يفعله أدهم ف اوس كان ينظر الى ابيه و يفكر ماذا يحدث معه و لما قرار فجاه ان يتزوج من اخرى ، قطع افكاره صوتها الساخر يأتى من خلفه فالتفت لها عندما سمع مهره تقول له بسخريه .
= كانت خطبه حلوه بس بدرى عليها الجمعه بعد يومين كنت استنيت شويه .
أوس و هو لا يتحمل المزيد من الجدال و خاصة معها ، قال لها لعله يصل لما تريد منه فهو اكتفى من تصرفاتها الغريبه معه ليتمتم بنفذ صبر .
= ايه اللى جابك اوضتى يا مهره .
مهره و هى تقترب منه بدلال و تلعب فى ازرار قميصه بأغراء يعلم جيدا انها تقصد أن تتلعب به بتلك الطريقة التى تثير اعتى الرجال و هى تهمس بأغراء امام شفتيه .
= تؤ تؤ فى حد يسال مراته حبيبته ايه اللى جابها اوضتهم .
اوس يقوم بأبعاد يدها عنه و هو يجيبها بنفذ صبر و يبتعد عنها خطوة الى الخلف و يقول .
= عايزه ايه يا مهره مش خلاصنا خلاص .
مهره و هى تحرك رأسها بالنفى يميناً و يسار و تجيبه و هى تنظر له بتحدى .
= عمرنا ما هنخلص يا اوس .. امتى هتنفذ اللى اتفقنا عليه .
أوس يجيبها بضيق فى محاوله منه أن يجعلها تنسى ما تريد أن تفعله فهو لا يفهم تصرفاتها و طلبها ليقول باعتراض .
= مش هعمل كده يا مهره و انتى عارفه كده كويس و الاحسن ليكى انك تنسى اللى بتفكرى فيه ده لانى مش هعمله .
مهره و هى تتحدث له بصوت مرتفع قليلا و تقوم بدفعه فى ص*ره حتى يتحرك بعيدا عنها و لكنها لم تستطيع ان تحرك به ساكنا و تردف بحده .
= انسى انسى ايه ولا مين ؟ عايزنى انسى ابويه ولا ابنى ؟
أوس يتحدث لها و قد فقد القدره على السيطره على نفسه ليتحدث بغضب ينبع من قلب مشتعل و عدم الفهم الذى تسببه لها من تشتت و الذى تستمتع به و هى تستخدمه دائما فى حوارتهم .
= انا بجد مبقدش قادر افهمك انتى مش كنتى متفقه مع ابويه علشان تنقذينا ليه دلوقتى عايزه تفريقينا .. مش انتى اللى عرضتى فكرة ان ابنى هو يكون السبب فى ان بابا يخف ازاى بتعملى حاجه و دلوقتى بتطلبى ع**ها انا بجد مبقتش قادر افهمك ولا افهم تصرفاتك دى .
مهره تجيبه بمراوغه و هى تردف .
= انا انقذتكم علشان انا اولى واحدة بانك تموت على ايدها مش على يد حد تانى .
ابعد أوس وجه إلى الجانب الاخر يزفر بضيق قبل ان يلتف لها مرة اخرى و هو يحاول ان يتبع طريقتها فى المراوغه و هو يتمتم .
= ماشى هصدق اللى بتقوليه ده و انك عايزه تنتقمى منا .. طيب اشمعنا انا اللى عايزه تنتقمى منى ليه مش ليث ولا محمد ولا ماسه ولا حتى ابويه نفسه ليه رابطه انتقامك بي انا .
مهره تجيبه بهدوء كانها أجابه قد حفظتها الف المرات حتى تلقيها على مسمعه و حتى لو تعلم انه لن يقتنع بها و كيف تقنعه بشئ هى لا تقتنع به .
= علشان انت نسخه من ابوك و اكتر حد قريب منه و هيتوجع على وجعه .
اوس يقترب منها و هى تتراجع إلى الخلف و لكنه قام بحجزها بينه و بين الحائط .. دفن وجهه بعنقها يُلثمها و أخذ في التحدث قرب أذنها مما جعلها في حالة عدم تركيز و تخدر و سألها و هو يحاول ان يتبع المنهج التى تنتهجه معه و خبثها في التعامل معه ، يريد أن يستخدم الإثارة كورقة ضغط على جسد فتاة لم يسبق لها التعامل مع رجل حتى تنطق بكل ما يبتعد عن ال*قل و المنطقية فهو يعرفها أكثر من نفسها فى هذه الناحية مهما حاولت ان تثبت لها انها تمتلك الكثير من الجراءه التى تدعيها و الذى تختفى بقربه منها و يظهر تأثيره واضح عليها من اقل فعل ليغمغم ببحه رجوليه مثيره .
= انتى كدابه انتى بتنتقمى من قلبك اللى حبنى غصب عنك ف بتعذبينا احنا الاتنين بتصرفاتك دى .
ابتعد عنها قليلا ل يراه تأثر كلماته بها ، مد يده ليبعد شعرها من على وجهها و يضعه خلف اذنها و يهمس لها بنبره خرج بها رغم عنه تحمل اثر غيرته و هو يردف .
= اياكى تانى مرة تطلعى بره اوضتك ب*عرك... انا واعدتك قبل كده انى هنسيكى فكرة الانتقام دى و عملت كده و دلوقتى بوعدك انك هترجعى لحضنى برضاكى و تعترفى بحبك لى و لغاية ما ده يحصل إياكى تانى مرة اشوفك بره اوضتك بدون طرحه .
مهره بنبره متزبزبه قليلا من قربه و هى تغمغم بارتباك .
= مش هيحصل .
أوس و هو بضحك ضحكه خافته و هو يجيبها و يده تداعب انفها .
= ايه هو اللى مش هيحصل انك تحبينى ولا انك تسمعى الكلام زى الشاطرة و تلبسى الطرحه .
لتجيبه مهره بتحدى و هى تحاول ان تجمع شتات نفسها و تقول .
= الاتنين .
ليبتسم لها أوس باتساع و هو يردف .
= هنشوف كلام مين فينا اللى هيمشى .. يلا روح نامى .
ليكمل حديثه بغمزه عابثه و هو يهتف .
= ولا وحشك حضنى .
مهره و هى تزيحه بعيدا عنها و قد تملكها الغيظ من نفسها قبل منه و هى تغمغم .
= وحش لما ينهشك .
أوس و هو يغمز لها بابتسامه و مرح و يقول .
= مش حهون عليكى يا قلبى .
مهره و هى تجيبه بغيظ و حنق طفولى .
= لا تهون بس انت اتكل .
اوس يخبرها بصوت ضاحك ملئ انحاء الغرفة و هى يهمس لها .
= ههههه ماشى يا بت حازم هتكل .
مهره ابتسمت بتلقائيه عندما رأت ابتسامته و لكن سريعا ما حاولت مدارتها و الهروب من امامه لتتركه و عادت إلى غرفتها .. بعد ان تركت مهره أوس اسرعت إلى غرفتها و هى تغلق الباب و تستند عليه بظهرها و هى تتنفس سريعا بض*بات قلب غير منتظمه ، القت بنفسها على السرير و هى تبتسم و تهمس بصوت منخفض تخاطب به نفسها .
= عسل ابن الذينه بس...
لتكمل بعيون دامعه و حزينه و هى تهمس .
= بس مش لى ولا هتكون لى يا أوس .
Flash Back
عندما كان عمر مهره ٦ سنوات وقتها و كان عمر أوس ٤سنوات ، و كانت مهره وقتها فى kg2 ، و فى يوم رجعت الى البيت و هى تبكى ، و عندما رأتها لبنى ( والدة مهره ) جرت عليها و أخذتها فى حضنها و هى تسألها بلهفه .
= مالك يا حبيبتى بتبكى ليه ؟ فى ايه يا مهره ؟ ردى على ماما يا حبيبتى .
مهره رفضت ان تتحدث معها و كانت تحاول الخروج من حضنها بعصبيه و هى مازالت تبكى بهستريا ، فى نفس الحظه قد أتى حازم و رأه لبنى تحاول تهدأت مهره و لكنها لم تستطيع السيطرة عليها . . فتدخل حازم و اقترب منهم و هو يسألها ما بها .
= فى ايه ؟ مالها مهره يا لبنى بتبكى كده ليه ؟
لبنى اجابته بحيره و هى تنظر ل ابنتها بعدم فهم و تحاول ان ان تجذبها ل حضنها .
= مش عارفه يا حازم رجعت من الحضانه و هى مقطعه نفسها من العياط و مش راضيه تقولى مالها ولا ايه حصل معها .
حازم تقدم من لبنى و مهره ، و أخذ مهره من حضن لبنى و جاء ليجلسها فى حضنه و لكنه تفاجأ بصراخها و ض*بها له بهستريا و انهيار و هى تصرخ به .
= بعددددد عنى أنا بكرهك أنا عايزه باباااااااا .
حازم نظر الى لبنى بصدمه ف وجدها تنظر له أيضا بصدمه ف عاد بنظره الى مهره و إلى دموعها و هو يشعر بقلبه يرتجف آلما لرأيت دموعها . . و تحدث لها بصوت متحشرج بآلم مما تفوهت به و متقطع من الصدمه .
= أنا.. انا بابا يا مهره..
مهره قطعت حديثه بالصراخ به وخربشة وجهه
و زداد بكاء مهره و هى ترتجف بين يده من الغضب .
= لااااا أنت مش بابا.. أنا اسمى مهره علاء.. مش مهره حازم.. أنا عايزه اروح عند بابااااا.. بعددددد عنى أنا عايزه باباااااا .
فى ذلك الوقت كان يتابع كل ما يحدث كل من فى البيت حتى زاد من صدمتهم كلام أوس الذى تحدث بلامبالاه و هو يوجه حديثه الى مهره .
= بس صداع انتى مس كنتى بتقولى انه وحس و كان بيض*بك انتى و مامتك ف بتصرخى ليه دلوقتى و مصدعانه معاكى ؟
صرخت سارة فى أوس بعصبيه عندما استمعت ما تفوه به بغباء .
= أووووس .
أوس نظر الى والده ببراءه و تحدث بثقه و هو يبرر لها ما الذى يعنيه من حديثه هذا .
= انا مقولتس حاجه غلط عل**ن تزعقي لى هى من اول ما سوزى صاحبتى قالت ليها متقربس منى و اتخناقوا مع بعض و هى استغلت تبكى طول الطريق و احنا راجعين من الحضانه .
اقترب أدهم من أوس و قام بحمله و هو يتحدث له بهدوء حتى يحثه على متابعه الحديث لمعرفت ما الذى حدث مع مهره فى الحضانه ادى الى بكائها بتلك الطريقة .
= زى الشاطر كده هتقول ايه اللى حصل فى الحضانه . . و انت يا حازم نزلها علشان تبطل عياط و نعرف ايه حصل ؟
انزل أدهم أوس و كذلك فعل حازم المثل مع مهره الذى هدأت قليلا عندما تركها حازم أرضا . . سأل أدهم أوس بغيظ عما حدث .
= انطق يا ابن سارة .
تحدث سارة بصوت منخفض و هى تبرطم مع نفسها بعتراض على حديث أدهم .
= فى النصايب بس يفتكر انه ابن سارة .
أدهم نظر لها و هو رافع أحد حاجبيه بمعنى أذا كان عجبك فهو استطع ان يستمع إلى حديثها عنه ، حول أدهم نظر الى أوس الذى أخذ يقص لهم ما الذى حدث معهم و كان السبب فيما حدث مع مهره .
= احنا كنا فى البريك و كنت انا بلعب مع سوزى صاحبتى ف مهره سافتها و هى بتعدل لى سعرى و بتقولى ان سعرى حلو بس مهره سمعت كده و ابتدت الخناقه . . دى تقولها متقربيس من اوس تانى و سوزى تقولها انت مالك دى حبيبى و اقرب منه زى ما انا عايزه انتى اللى ابعدى عنه ، ف مهره قالت ليها دى ابن عمى انا و حبيبى انا ، ف سوزى قالت ليها اوس مس حبيبك ولا ابن عمك انتى واحدة ابوها سرير و بيض*ب الناس و حرامى و . .و...
اوس كان يعد الشتائم على اصابعه الصغيره و هو ينظر الى والده بطفوليه و براءه .
= و . . مس فاكر ايه تانى . . اه و لما مهره زعقت ليها و مسكتها من سعرها و قالت ليها انها بنت عمو حازم ، سوزى قالت ليها انتى كدابه زى ابوكى و هتروحى السجن زيه و هتخسى النار لما تموتى .
أدهم نظر الى أوس بجديه و هو يقول له .
= و انت سيبت واحدة تشتم بت عمك قدامك و انت ساكت .
اجاب أوس والده بتوتر و هو يبرر له .
= لا ما أنا زعقت ل سوزى و . . و . .
أدهم يتحدث الى أوس ليحثه على متابعة الحديث .
= و ايه ؟
أوس بقليلا من الخوف و هو يجب والده بصراحه و يقص له ما حدث .
= بصراحه زعقت ليهم هما الاتنين .
رمق أدهم أوس بغيظ ثم نظر الى مهره و هو يحثها على الاقتراب منه .
= تعالى يا مهره .
مهره هزت راسها ب رفض ، و مازالت دموعها تهبط ، فنظر أوس الى مهره بغضب طفولى و هو يتحدث لها .
= تعاااالى .
مهره تقدمت خطوتين حتى تنفذ حديث أوس و لكنها توقفت فجأه بعند و هى تنظر الى أوس بتحدى .
= مش هاجى مش انا مش بنت عمك ولا حبيبتك و انت مش بتاعى يبقى مش هسمع كلامك تانى .
برغم ان اوس هو أصغر منها فى السن و لكن مهره كانت تستمع إلى حديثه دائما و تغار عليه بشده من أى فتاة تقترب منه و كانت كثيرا من تسبب مشاكل بسبب هذا الأوس .
= ايوه مس بتاعك ولا بتاع حد هو انا لعبه عل**ن ابقى بتاعتك .
تأملته مهره و عرقها ينبض في صدغها بقوه و عينيها تتأمله بغضب . . شعور من الغيظ و الضيق بسبب ما قاله . . و شعور اخر بالغيره الشديده يسيطر عليها يكاد ان يقتلها من شدته
و لكنها قالت بصوت متوتر حاولت ان تصبغها بالبرود و هى تحاول ان تتجاهل مشاعرها التي بدأت تثور عليه و تضغط عليها بشده .
= انت بتاعى انا بس ، و لو خليت اى بت تقريب منك تانى هض*بها .
نظر لها أوس ببرود و هو يجيبها .
= انا هقرب من كل البنات براحتى انا مس جوزك .
مهره باندفاع و تسرعه .
= خلاص انا هتجوزك و اعمل فرح كمان و نجيب نونو .
نظر لها أوس باستهزاء و هو يسألها بسخريه .
= انتى هبله انتى اكبر منى مينفعس نتجوز و انتى سكلك وحس مس زى العروسه ولا معاكى فستان عروسه طيب طيب انتى تعرفى اصلا بيجيبوا النونو ازاى ؟
اجابته مهره ببراءه و هى تتطلع عليه .
= ايوه هاكل كتيييييير و تطلع لى بطن كبيره زى ماما تطلع نونو .
سخر منها أوس من حديثها و هو يعتدل فى وقفته و هو يجيبها مثل الكبار .
= بس يا هبله النونو مس بياجى كده .
نظر له مهره بحيره ولا تعلم بماذا تجيبه ولا حتى ماذا يقصد بحديثه .
= اما بياجى ازاى ؟ قولى و انا هعمل كل اللى هتقولى عليه .
أوس و هو يقول لها بعبث .
= تعالى فى اوضتى عل**ن اقولك عيب اقولك قدام الناس .
كل من فى المنزل كان يتابع حوارهم الصغير بصدمه ، اذا سميا هذا الحوار بحوار صغار . . و لم يستطيعوا النطق حتى فاق حازم على صدمة امسك مهره ل يد أوس ل تاخذه على غرفته و هى تحثه على التحرك معها ليصعدوا . . فتقدم حازم سريعا إلى مهره و هو ينتشلها و يقوم بحملها بخوف و فزع مما سمع و قال بخوف ابوى .
= تروحى فين ؟ أدهم خد ابنك الصايع ده بعيد عن بنتى ، دا بيتحرش فى البت قدامنا .
أدهم و هو يقول بصدمه .
= ولا اعرفه ده مش ابنى .
صرخ أوس الصغير بصوت عالى و هو ينظر الى والده .
= نعععععم اما انا ابن مين ؟
أدهم يقوم بامساك اوس من قفاه و يرفعه لأعلى و ينظر الى سارة الواقفه مصدومه ، بنظره تحمل هل رأيتى تربيتك ؟ فهزت راسها بالنفى و هى تصرخ بالرفض .
= لاااااا مش ابنى .
أدهم و هو يقول بسخط .
= دا اخر تربيتك ..
و يكمل بجديه و هو يحدث أوس .
= كنت هتاخد بنت عمك توريها ايه ؟
اوس يهمس الى والده ببراءه و هو ينظر حوله .
= عيب يا بابا .
صرخ أدهم فى أوس بعصبيه و هو ينتظر اجابه منه .
= اووووس .
اوس اقترب من اذن ادهم و همس له ، فنظر أدهم بنظر حاده إلى سارة مما جعل سارة تهمس بفزع و صوت خافت .
= الله يخرب بيتك يا اوس ابوك هيموتنى بسببك .
انزل أدهم أوس أرضا و هو ينظر له بتوعد و يتحدث له بتحذير و يظهر على وجه الجديه و ملامح الغضب .
= تعرف يا اوس لو لمحتك بتقرب من بنات عمك و اتكلمت فى الموضوع ده تانى لساعته هتاخد ض*ب عمرك ما اخدته قبل كده انت فاهممممم .
نظر اوس بخوف لوالده .. نعم هو يحب ولده و يحترمه و لكن عندما يص*ر ادهم أمر يكون مثل الفرمان بالنسبه ل اوس فهو يرتعب من والده و هو غاضب .
= و الله ما هقرب منهم انا اصلا مس بحبها و هى اكبر منى و انا بحب الصغيرين عل**ن يدلعونى و..
نظر أدهم أسم أوس بتوعد لعدم المتابعه فى حديثه .
= اووووس .
أوس و هو ينظر أرضا و يلعب فى اصابعه بتوتر و هو يقول ل والده بأسف .
= اسف .
أدهم نظر الى أوس و هو يحاول ان يهدء من اعصابه الغاضبه و هو يقول له .
= اطلع على اوضتك .
و كذلك فعلوا جميع الاطفال الذى صعدا أيضا إلى غرفتهم ، بعد أن غادروا الصغار نظر آدم الى أدهم و هو يسأله باستغراب .
= هو قالك ايه خلك متعصب بالشكل ده .
أجابه أدهم و هو ينظر الى سارة بلوم و هو يقول له .
= قالى انه هيبوسها زى ما ماما بتبوسك و تجيب بعدها النونو .
سارة وشها تلون مائه لون ف أدهم حذرها مئات المرات ان لا قبله امام الاطفال و لكنها كانت لا تبالى و تقبل خده امامهم ، فحاولت ان تتهرب بعينها بعيدا عن الجميع بخجل . . و ما زاد من خجلها عندما صرخ آدم بعدم تصديق بفعلتها و هو يلومهم .
= نهارررر ابوكم اسود انتوا بتبوسوا بعض قدام العيال .
سارة ازداد احراجها اكثر ف تحركت بخفوت الى أدهم و استخبت خلفه ، مما جعل ادهم برغم غضبه منها و لكن ابتسم بداخله على فعلتها تلك ف صغيرته لن تكبر ابدا مهما مر الوقت . . تحدث أدهم و هو يحاول ان يرسم معالم الضيق بعد تصرف سارة الذى حذرها منه الف المرات .
= كان بيشوفها سارة و هى بتبوسنى فى خدى زى ما بتعمل معاك .
آدم نظر له بمشاغبه و هو يحرك له حواجبه بمرح و هو يقول له .
= لا يا راجل زى ما بتبوسنى برضوه ، طيب ليه اوس مقالش زى ما بتبوس خالو آدم يا نمس انت يا نمس .
زمجر أدهم فى آدم بضيق على حديثه الذى زاد من خجل سارة و تشبثها اكثر فى ملابس أدهم من الخلف و هى تحاول ان تختبئ من نظراتهم .
= آددددم .
تحدث آدم بهدوء حتى لا يثير غضب أدهم أكثر .
= خلاص خلاص متتعصبش .
أدهم نظر الى سارة و امسك يدها ليبعدها من خلف ظهره و التف لها حتى أصبح ظهره فى مواجهة الجميع و سارة امامه يمنع الجميع من رأيتها حتى لا تحرج أكثر من ذلك و تحرك بها و تركها عند السلم لتصعد إلى غرفتهم .
= هنتحاسب بعدين اطلعى على اوضتك يلا .
سارة هزت رأسها بطاعه و هى تجرى سريعا إلى غرفتها إلى اعلى ، اما ادهم ف خرج من المنزل حتى لا يسمح ل آدم أن يسخر منها أكثر .
Back
عودة إلى الأحداث الحالية .
لتزفر مهره بضيق و هى تمسح تلك الدمعه الخائنة التى فرت من عينيها .
يتبع .
******