الفصل التاسع و الأربعين

2133 Words
مالك مراد أنه العذاب، تحملتُ ثلاثة سنوات في كلية الجحيم والان بدى الجحيم جنة رضوان. كاليفورنيا هو المكان، القاعدة الجوية بلوس أنجلوس، طيارين صغار من كل أطراف العالم جاءوا يستكملون تدريبهم بأفضل سلاح طيران بالعالم. خمسون طالب بعنبر واحد يستخدمون جميعًا حماماً واحد بلا أبواب؛ تحسباً لقتل أحدهم لنفسه بمنأى عن باقي الزملاء وكأن الأمريكان يكترثون لموت مخلوق. طعام بارد على الدوام، ليس في مقدورك طلب المزيد ولو مت جوعاً وكأن أحدهم قد يطلب المزيد. يغسلون ملابسهم بأنفسهم والثري منهم يدفع لزميل أخر ليغسل له ملابسه في مغسلة تخرج الملابس أكثر اتساخ لأنها صدئة، نسوا الماء الساخن تماماً وأحياناً يروه صدفةً لأن مناخ لوس أنجلوس حار جاف ولا يحتاج لماء ساخن؛ كانت تلك علة المسئول عن البعثات. الجميع يتألم ما عدا أمجد؛ بدى متكيف للغاية بالأجواء المهلكة، يأكل ويدرس ويتدرب بكل حماس إنما أنا وحسام لم نستطيع التكيّف بعد ويبدوا أن التكيف لن يأتي يوماً. انتهى تدريب اليوم والذي كان عبارة عن حمل معدات من قاعدة جوية لقاعدة لأخرى بأمريكا؛ هذا هو التدريب الراقي الذي سوف يجعلنا نسور السماء أو دبابيرها على أقل تقدير. الطيارين المتدربين من دون الجنسية الأمريكية هم من يقودون طائرات نقل البضائع بينما الطيارين من الجنسية الأمريكية يقودون الطائرات المقاتلة ويتدربوا عليها, يرسلون للحروب الدائرة بكل أطراف العالم للتدرب والتزود بالخبرات العسكرية من كل البلدان أما نحن في خدمة إلزامية للأمريكان وليس في وسعنا إلا النظر للسائل الرمادي اللزج ومغرفة الأرز الأحمر وقطعة اللحم المنكمشة وبعض السلطة الخضراء المتعفنة بتحسر على الأيام التي مضت, لما تقدمت بشكوى وزملائي لمجلس الكلية للعمل على تحسين الطعام المقدم للطلاب فأدخل المجلس البصارة على قائمة الطعام على سبيل التهذيب, أين هي الان. أمجد يأكل بنهم بينما أنا وحسام نرقبه بتعجب ولم نلمس طعامنا بعد فسألته متحيراً: - عجبك الأكل يا أمجد؟ - أحسن من مفيش يا ديب. أزحتُ صفحة الطعام الصدئة عن مراءي وقلت بتقزز: - مفيش أحسن. جذب أمجد السنية ناحيته ليأكل محتوياتها المتعفنة لكن سحبها حسام مجدداً لتعود من أمامي وقال: - كل اللي أدامك يا مالك.. لو وزنك نزل مش هتطلع على طيارة ولا مرَه. وجهة نظر الحسام في محلها فالمتدربين قبل صعودهم لمركباتهم يتم وزنهم تحسباً لضعف قد يلحق بهم قد يُدني من أدائهم وبالتالي يسقطوا بطائرات أمريكية تكلفتها الملايين والأمريكان لا يقبلوا بخسائر خاصة من مغتربين، أما من تحامق وخسر وزناً أكثر من المعدل الطبيعي يرسل للمشفى العسكري لأسبوع واحد فقط للتعافي وإن لم يتعافى يرسل لبلاده وتنتهي بعثته إلى هذا الحد، ليلحقه الخزي ما تبقى له من حياة. أغمضت عيناي في تأمل وتدبر وقلت بيقين: - منك لله يا مراد يا مالك إنت السبب.. تقعد قعدتي يا منشاوي. تضاحكا على ساخرين ثم قال أمجد: - بدل ما تدعي لأبوك بالنصر.. لولا مراد بيه دخلك الجوية كان زمانك شغال طبال ورا ماهي. - ما تجبش سيرتها على لسانك.. بيوت.. احترم نفسك. بينما قال حسام بألم ما فقده من عشق أذله: - تصدق بالله البت دي غلبانة عشان مصدقة واحد زيك اعتقها يا مالك.. لتجوزها لتسيبها تشوف حالها بدل ما أنت معلقها ولا طائلة سما ولا أرض. قسّمتُ عصبيتي على كلاهما قائلاً: - ممكن تقفلوا الكلام في الموضوع ده. لازال حسام على مزاجيته العكرة منذ ترك أخت صديقه إرضائاً لأبيها ونصب نفسه الان المدافع الأول عن حقوق النساء ومن أوائل النساء المهضوم حقوقهن ماهي المسكينة, ترى كيف تحيى بدون حمايتي ونقودي . مررت الأيام سوداء كالحة لا أجد ما قد يسكن ألآمي غير الرم الرديء المتواجد بوفرة بالقاعدة وحتى جاء الفرج، خاطبنا كريم هاتفياً ليعلمنا بوجوده الحالي بلوس أنجلوس وامتنانه الشديد إن قبلنا دعوة للغداء في مطعم فاخر على نفقته. بالله لو كنتُ الكريم لقتلتُ حسام وأصدقائه جميعاً حتى يتثنى لي دفن السر المشين معهم وليس دعوتنا تحية وإجلال على مجهودات حسام العظيمة لإرضاء الجميلة ثم إتباع أوامر الدويري الكبير والصغير بترك الجميلة لتختفي من بعدها عن ظهر الأرض ولا يعرف أحداً من عائلتها أو حسام عنها خبراً. المدهش لا يبدوا على رجل الأعمال الصغير الحزن أو الخزي مما اقترفته أخته أو اختفائها فيما بعد، على حاله منهدم منسق بكامل أناقته وهدوئه، برفقته شاب بنهاية العقد الثاني تبدوا عليه سطوة رجال الأعمال مثل رفيقه وأنيق مثله أيضا؛ حنطي، طويل القامة، لحيم الجسد قليلاً إنما أناقته تظهره متناسق القوام. ترى متى ظهرت هذه الأناقة الكلاسيكية ولم ألتفتُ إليها إلا الان، ألم تكن في استطاعتها أن تظهر باكراً قليلاً قبل أن تصيب أبي وعكة مادية قاسية جعلتني بالنهاية وبعد كل ما بذلته إرضاءً لأبي أن أسكن القواعد الأمريكية الباردة؛ فالمبلغ القليل الذي يرسله أبي إلي أعيد إرساله لماهي لتتدبر أمورها دون الحاجة للغناء في الملاهي الليلة ليتحرش بها كل ساكر وواعي. قام كريم بواجب التعارف وكان الأنيق مثله ليس برجل أعمال فقد كان وكيل للنائب العام بمصر والان منتدب لأمريكا لرعاية شئون الأقليات العربية إلى جانب إعداده لرسالة الدكتوراة. كريم لمح بعين رجل الأعمال العميقة مدى ضيقنا مما جعله يطلب لنا تقريبًا كل الأطباق المتواجدة على قائمة طعام المطعم الفاخر، لكن ذلك لم يكفيني. أمسكتُ برسغ النادل الأشقر المخنث ذا الصوت الناعم منبهاً: - أريد الطعام ساخن للغاية.. أتعلم.. أريده داخل القَدْر. غادر النادل متعجبًا أما الصديقين الأنيقين ضحكا ساخرين من مطلبي المستغرب على معشرهم بينما حسام حدجني بلوم، أما أمجد لم يفهم ما يدار من حوله فطالما كان بطيء الفهم. - أصلنا عندنا عقدة بيقدموا لنا الأكل بارد في القاعدة. قالها حسام متداركا فابتسم كريم وقال: - براحتكوا .. إيه الأخبار .. مصر من غيركوا ما لهاش طعم. مصر، لما سمعتها من أحداً بخلاف الثنائي تحركت مشاعري حتى لمعت عيوني آلماً على فراق المحروسة وقلتُ: - عمار يا مصر.. تصدق بالله يا كريم باشا حتى الخمرة في مصر ليها طعم عن هنا.. أنا بشرب برميل رَمْ ولا بيعمل معايا حاجة. نظر لنا وكيل النيابة بتفحص وقال: - بتتعاملوا إزاى بما إنكوا مصريين مسلمين؛ أدنى مستوى فى البشر؟ جاوبه أمجد بسقم: - زى ما حضرتك قولت يا هشام بيه أدنى مستوى بس كله بيعدى . وتدافعت الأحاديث المأساوية من ثلاثتنا باكيين ناعيين كل ما تركناه من خلفنا، زملائنا السبعة وأربعون في العنبر من أحط مخلوقات الله، نصفهم حاول سرقتنا والنصف أخر تنمر علينا ولولا وحدة صفنا أمامهم لكانت تمت تصفيتنا جسديًا قبل معنويًا وعدنا من حيث أتينا. هل يصدق نائب المدعي العام الذي يستمع لشكاوانا بآسي مرير أن الزملاء طلبة العلم سرقوا ملابسي الداخلية لكيلفن كلاين ولكن وفق أمجد باستعادتها من أجلي بالقوة وكأني قد أرتدي سروال داخلي ارتداه مخلوق غيري إنما ارتداه أمجد بعدما عقمه جيداً بالكلور وإلى أن ذهبت معالم السراويل الداخلية تماماً. الحياة الجديدة التي حلمنا بها تجسدت كأبشع كابوس معاصر أدى لإنهاكنا حد اليأس، ابتعدنا أكثر فأكثر عن أحلامنا وطموحاتنا، بغضنا الدراسة والطيران وكل ما تسبب بمجيئنا لأمريكا والان كل ما نتمناه العودة من حيث أتينا إنما ظافرين على أقل تقدير. صديق الكريم استمع لمأساتنا بتأثر بالغ حتى نهاية الحديث بينما الكريم بدى عليه الاستمتاع للغاية وقال مؤكدًا لصديقه: - قولتلك شويه عيال عسل .. عمرك ما تسلاهم . عيال !! وأمسينا تسلية أيضاً لمجرد أنه يطعمنا !! إذاً لأتقاضى ثمن التسلية وأنقض على ما أنفق الكريم ليتسلى هو وصديقه القديم، عاونني أمجد أما الحسام ساهم كما أصبح وأمسى ولا يقرب طعام ترف لن يراه مرة أخرى على الأرجح. أنهينا المائدة عن أخرها ورفعت البقايا وطلب كريم التحلية للتسلية ولي الفودكا يبدوا أنني أكثر من أمّن التسلية للدويري الصغير لذلك أخدق علي بالفودكا تونيك كما يشرب هو وصديقه القديم. شرب الصديق القديم لكريم رشفة من كأسه ثم قال : - أجروا شقة سوا وإدرسوا وإرجعوا على الشقة . أجابه أمجد بسقم الفقر: - الإيجارات هنا غالية جداً كنا كلنا معتمدين على مالك .. لكن على حظنا أبوه إفتقر . قال كريم بتفهم: - الأزمة في مصر استحكمت أوى وعلى الكل مش على مراد بيه بس. لكن لم تمس الأزمة الكريم وأبيه بالطبع, ولاحقت مراد المنشاوي فقط لأنه ليس بإجرام الدويري الكبير ذو النفوذ المتشعب حتى القصور الرئاسية بشتى الأقطار, كم كنت أحمق ولازلت على الأرجح, لمَ لم أمتثل لكريم لما طلب مني إشراك المنشاوية بأعمالهم المؤمنة, لكان أبي مؤمن بدوره الان بنفوذ الدويري ولكن سوء تقدير وسوء توقيت في آنٍ واحد فلم يأتي بمخيلتي يومًا أن تصيب المنشاوية أيةُ ضائقة وهم يعتمدون على الزراعة بأراضيهم والتصنيع والبيع عبر مصانعهم ومنافذهم إذاً يملكون مصائرهم ولكن من بالمحروسة يملك مصيره خاصة لو تبع النزاهة بعنجهية بغير محلها في هذه الأيام الغابرة. أشعل كريم وصديقه القديم السيجار الكوبي بينما طلب لأجلنا من النادل في الخفاء مغلف كامل من سجائر بلاك ستريك، حتى لا نرتقي للسيجار الكوبي يكفينا تنسم عبقه الآسر. - السيجار الكوبي في نسبة عالية جداً من الأفتينات وممكن تظهر في التحاليل بتاعتكوا وما تطلعوش, بتقولوها كده ؟ أنا صح ؟ - صح يا دكتور . قلتها مبتسم بشجون ردًا على تساؤل وتدارك الأستاذ المبجل هشام عطويه النجل الوحيد لطبيب النساء الأشهر عطية عطويه، فالطلوع عند الطيار ليس له معنى أخر بغير الصعود للسماء. سماء تمنيت منها ابتلاعي عن قريب بعد ضيق ألم بي والفرج بعيد. رجل الأعمال اللعين طلب من حارسه الخاص سيجارين فقط، أي له ولصديقه المبجل وسهى عن التسلية بينما لاحظ المبجل حرجنا الشديد لما أغدق علينا بالطعام والشراب ومشتهيات الأنفس الفقيرة فيما عدا السيجار الكوبي الخاص بالدويري فهو الوحيد الذي وسعه تحمل كلفته وكلفة تلك المائدة الزاخرة وصحبتنا البائسة. السيجار الكوبي الذي لا يترك فم الدويري يا سادة كلفته تتراوح ما بين خمسمائة دولار إلى سبعمائة دولار، صناعته تشبه إلى حدٍ ما كبير صناعة الخمور في أنها كلما كان الخمر أقدم ومرَّ على صناعته سنوات عديدة كلما ارتفع سعره، كذلك صناعة السيجار، حيث يتم صناعته من أوراق التبغ الكوبية التي تمتاز بكبر حجمها ورائحتها العتيقة. يتم تجفيف أوراق التبغ وتركها في الهواء لعدة سنوات لتقليل نسبة السكر فيها وتستغرق مدة المعالجة فيما بعد ما بين خمسة وعشرون يوم إلى خمسة وأربعون يومًا وتلك المرحلة الأولى أما عن الثانية فهي مرحلة تخمير التبغ، وهذه المرحلة توضع فيها الأوراق في درجة حرارة ورطوبة متحكم بها جيدًا، لتجف الأوراق ببطيء حتى لا تتلف أو تتفتت وفي هذه المرحلة كذلك تتحدد رائحة أوراق التبغ ونكهتها وطريقة احتراقها. يلي ذلك المرحلة الثالثة وتتضمن التصنيف والتخزين، إذ يتم توزيع الأوراق بحسب نوعها وجودتها، وتقسم إلى أوراق تستعمل كلفافات وأوراق تكوّن حشوة للتدخين، يتم تناول تلك الأوراق بعناية ومن ثم ترطيبها بشكل مدروس حتى تحافظ على جودتها. المرحلة الرابعة والأخيرة بحمدالله وكأننا في حاجة لدرس مفصل من كريم في كيفية صناعة سيجاره المكلف، يتم تكبيس الأوراق ثم فحصها، ثم تفك عن بعضها لتفحص مرة أخرى ثم تكبس وهكذا تباعًا حتى يكتمل تعتيقها طبقًا للمواصفات التي يضعها الصانع. اللعنة على الدرس والدارس والمدرس الذي يزفر بوجوهنا بعد محاضرة صناعة التبغ أدخنة سيجارة المكلف ونحن لم ندخن منذ أسابيع، أما الصديق القديم المبجل لمس لوعتنا للنيكوتين أو أي سماً قاتل قد يريحنا من هذا العذاب وأطفئ سيجاره بالمرمدة وأشار للنادل بالعجلة. لحظات وأتى ما ليس في وسعنا تحمل كلفته ايضًا وتكفل به الكريم، مغلف كامل من لا كي إستاريك سحبه أمجد على عجالة من يد النادل ومزق مغلفه الكرتوني وأخرج علبة واحدة فتحها على الفور بينما يقول كريم ساخرًا أو ضاحكًا على أقل تقدير: - هتعجبكوا.. هتغيّروا كلكوا أكيد . نظر أمجد لكريم بابتسامة شاسعة إنما يداه لم تتخلى عن تنفيذ مهمتها السامية وقال بحبور: - هتعجبنا يا باشا أى حاجة من إيد سيادتك على راس . نجح أمجد بالمهمة وأخرج سيجارة من علبتها المغلفة بإحكام في أقل من أربع ثوان والان يبحث من حوله عن قداحة. أنهى هشام بحث أمجد لما أخرج من جيب بدلته الفاخرة قداحة وأشعل لأمجد سيجارته على عجالة والضحكات تخرج من ثغره وثغر صديقه بسخرية من لهفة أمجد للنيكوتين فقد سحب أمجد نفسًا طويل المدى أنهك أكثر من ثلثي السيجارة دفعٌة واحدة ثم أغمض عيونه بانتشاء وقال بروية: - يا أبوياااا .. ملعون أبو الفقر .. إحنا وصل بينا الحال إن أنا ومالك بقينا بنبيع .. قاطعته على الفور: - بنبيع إيه يا إبن الـكلب ما تطفح وإنت ساكت . تزايدت ضحكات الكريم من الوضع المزرى الذي وصلنا إليه جميعًا فابتلعت الإهانة الماثلة الأمامي بكوب الفودكا لأخر قطرة حتى سقطت رأسي للخلف وارتكزت عيناي على سقف المطعم الفاخر المزخرف بالنقوش والأنوار الصفراء والحمراء. بينما رأسي معلقه على السماء سألت القدر اكتفى أم لازال يطلب المزيد ليتضاحك ويتسلى كما يتسلى الكريم علينا إنما قاطع هشام نجواي لما قال: - إيه رأيكوا تقعدوا معايا فى شقتى .. أنا أدفع النص وأنتوا النص؟ هل حنت الأقدار بهذه السرعة. أجبته متعجباً: - إحنا التلاتة ندفع النص؟! قال هشام مؤكدًا: - أه طبعا .. بس شقتي أوضتين يعنى أنتوا التلاتة هتناموا فى أوضة على سرير واحد لكن عندى حمام سخن وبارد ومطبخ كامل .. موافقين؟ كريم يحدج هشام بتعجب على موقفه النبيل من تسلية اليوم بينما أجاب أمجد على الفور: - طبعا موافقين يا باشا إله يعمر بيتك و .... وضعتُ راحتي على فم شحاذ مصر الأول بأمريكا ثم قلت لحفاظ ماء وجهي الذي جف: - لاء طبعاً نتشارك كلنا فى الإيجار إحنا مش شحاتين . ابتسم هشام بهدوء مغلف بالرأفة وقال: - أنا ما قولتش كده ما عاذ الله إنما ده العدل .. أنا هاخد أوضة لوحدى وأنتوا هتقعدوا فى الشقة خمس أيام بس وأنا قاعد فيها على طول ومش من العدل إنكوا تتقاسموا معايا الإيجار . وأين العدل بأي شيء، صدقة مغلفة بالكياسة للشحاذين المصريين تسلية الكريم وصديقه الأكرم منه. حسام شكر هشام بشدة ورفض العرض بنفس الشدة إلا أن الهشام طلب منا مهلة للتفكر بالأفضل لنا وله, يغلف صدقته بشعوره بالوحدة لأنه ليس لديه أصدقاء أو أقرباء بأمريكا ويرغب بصداقتنا العظيمة أما الكريم دعوته مفتوحة حتى جلائه عن لوس أنجلوس, وينتظرنا بالغد أيضا وبيومين الإجازة لنا سهرة لأطراف الصباح التالي. **يتبع***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD